هل لاحظت الفارق الشاسع بين إيلون ماسك ونجل ترامب في مهرجان التنصيب؟
وقار الفتى بارون الخارج للتوّ من المراهقة، وخفّة الخمسيني، رقصاً وصراخاً. لا علاقة للموضوع بهذه الهامشيات، فقد أراد القلم إتحاف الأعزاء بقطاف ثمار جنيّة، من مقالة غنيّة، نشرتها صحيفة «ذا تلغراف» اللندنية (22 يناير)، للكاتب الصحفي أمبروز إيفانس بريتشارد، تحت عنوان: «حركة ماجا تترصد إيلون ماسك، مثل الصين». ماجا: مايكروسوفت، أبل، جوجل، أمازون. مقال نادر في عمقه وبعد نظراته، الأفضل قراءته كاملاً فهو أكثر من مئة وألف كلمة، وفيه دروس وعبر، ومبتدأ وخبر.
في البدء يقول: «القيمة السياسية والمؤسسية لشركات ماسك، بنيت على رمال أيديولوجيات متحركة». من ذلك أن: «تيسلا تواجه منافسة شرسة في السعر والجودة من قبل الصين، كما أنها تخسر بسرعة حصصاً في السوق الألمانية». أضف إلى ذلك أنه: «جعل نفسه العدوّ الألدّ لرباعي ماجا». الطريف في المقال أن أعمق أفكاره نقلها الكاتب عن إعلامي ومخرج ومفكر أيضاً، هو الأمريكي ستيف بانون، الذي حاورته الصحيفة الإيطالية «كورييرا ديلا سيرا»: «بصراحة، المحيطون بترامب طفح الكيل بهم، جرّاء الطبيعة الاقتحامية لدى ماسك، وعدم إدراكه كنه المشكلات الحقيقية». يضيف: «كان يمكن التسامح معه لو اقتصر الأمر على الأموال التي جمعها، أمّا الآن فالمسألة مختلفة، لأنه يعمد إلى نشر الإقطاع التكنولوجي على الصعيد العالمي».
بانون هذا لديه استشراف بالخطط، فهو عسكري قديم، بعد ذلك صار هارفاردياً. يرى أن «الإقطاع التكنولوجي يريد إعادة صنع الحياة البشرية والاجتماعية على أسس تكنولوجية». يقول: «هؤلاء أناس خطرون. إن الحركة الشعبوية الوطنية ستتصدى لهم وتحطمهم». التحليل لا يبدو مجرد هجوم مقصود لذاته: «لقد ألقى ماسك بنفسه في مواجهة السياسة الأوروبية، بالاقتراب من التيار البديل في هولندا، والحركة الإصلاحية البريطانية. وأنا أشك في انجراف الكثيرين إلى هذا السلوك المتعجرف»، إشارة إلى دعوة بريطانيا إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة. يستخلص بانون من ذلك: «إن ترامب سيسعى إلى التمايز عن الطرفين المتخاصمين المحيطين به. لكنه قد يضحي بماسك في النهاية. إن واشنطن أصغر بكثير من أن تتسع لشخصين أنانيين».
أمبروز يذكّر بأن شي جينينغ يريد أن يسيطر على السوق العالمية للسيارات الكهربائية، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات الشبيهة بالإنسان، وكل ما تنتجه تيسلا.
لزوم ما يلزم: النتيجة الشعرية: يختم أمبروز بأن «ماسك وضع نفسه بين الحزب الشيوعي الصيني وحركة ماجا ورئيس أمريكي متقلّب. ماسك بجناحيه الشمعيين وريشه، دنا كثيراً من الشمس».
[email protected]
0 تعليق