لطالما كان حلم القطار الذي يربط جميع إمارات الدولة ومدنها ومناطقها يراود كل مواطن ومقيم في دولتنا، لما سيكون له من أثر في تسريع التنقل وتخفيف أعباء الازدحام المادية والزمنية.
وحينما كانت تتوارد بعض الأخبار عن قطار الاتحاد، كانت الأنفس تتوق لمعرفة كل جديد في هذا المشروع الاتحادي، إلى أن كشفت الشركة قبل أشهر عن مدة الرحلات الزمنية لقطار الركاب والتي كانت في حينها، أبوظبي - دبي (57 دقيقة)، أبوظبي - الرويس (70 دقيقة)، أبوظبي - الفجيرة (105 دقائق).
كل هذه الأرقام التي تتصل بقطار الاتحاد كانت أملاً للجميع بأن ترى النور في أسرع وقت، إلى أن أعلن بالأمس عن مشروع ضخم آخر حظي بمباركة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويتابع أعماله سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وهو مشروع القطار الفائق السرعة.
المشروع خطوة تسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات وجهة رائدة في النقل الذكي، خاصة أن عنوانه سهولة التنقّل بين أبوظبي ودبي في مدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة، وبسرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومتراً في الساعة، مروراً بأبرز الوجهات الاستراتيجية والمعالم السياحية.
القطار يسهم في الارتقاء بجودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار، ويعزز الروابط، واستثمار البنية التحتية، وفتح آفاق جديدة أمام الفرص الاستثمارية في قطاع الخدمات اللوجستية والسياحة، وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في دعم التقدم الاقتصادي لبناء مستقبل أكثر استدامة لأجيال الغد.
للمشروع فوائد أكثر من أن تحصى حالياً، بيد أن ما أعلن عنه أمس أنه سيدعم حركة قطاع السياحة الوطنية ويرفع مستوى النمو الاقتصادي، ويتوقع أن يسهم في الناتج المحلي الإجمالي، بما يصل إلى 145 مليار درهم في غضون العقود الخمسة المقبلة.
القطار الفائق السرعة، الذي سيربط بين أبوظبي ودبي، يتكامل مع مشروع قطار الركاب الذي وصل أمس أسطوله الأول، والذي يربط بين المدن والمجتمعات الرئيسية في مختلف أنحاء الدولة، من خلال 4 محطات، في أبوظبي، ودبي، والشارقة، والفجيرة.
المهم أيضاً أن هذه المحطات سيوفر لها ما يلزم من ربط مع خطوط المترو والحافلات لتوفير شبكة نقل مترابطة ومتكاملة، ليتحقق حلم قطار الاتحاد الذي يربط بلدنا بأكمله لتسهيل حركة حياتنا كما تتطلع إلى ذلك حكومتنا دائماً.
[email protected]
0 تعليق