الشارقة تحتضن الأدب الإفريقي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تنطلق اليوم فعاليات النسخة الأولى لمهرجان الشارقة للأدب الإفريقي في المدينة الجامعية، وهو المهرجان الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، وربما العالم كلّه، سواء في فكرته أو في آفاقه الحضارية والثقافية التي تعزّز علاقات التقارب والثقافة بين القارة الإفريقية والوطن العربي الذي تقع بعض بلدانه فيها، ليس جغرافياً فقط، بل هناك مشتركات تاريخية ولغوية وتجارية قديمة بين الأفقين الإفريقي والعربي تعمق أهمية هذا المهرجان الذي يحضره عشرات الكتّاب والأدباء، على رأسهم اثنان حصلا على «نوبل»: وول سوينكا، وعبد الرزاق قرنح.
يتيح المهرجان جسور تلاق فكري وأدبي بين الكتّاب الأفارقة والإماراتيين والعرب المقيمين، والكتّاب العرب الذين يستقطبهم هذا الحدث الثقافي النوعي والعالي القيمة المعنوية والإنسانية بين هذه الأطياف التي تكتب بأكثر من لغة من جانب الأفارقة، وبين كتّاب اللغة العربية، مع ملاحظة أن الكثير من الأفارقة يكتبون بالعربية بخاصة كتابة الشعر.
الذاكرة الإفريقية، بالمناسبة، في الشارقة قديمة، فقد أقيمت في الشارقة قاعة ثقافية تحمل رمزية إفريقية عام 1976 هي قاعة إفريقيا، وجاء افتتاحها آنذاك بمناسبة انعقاد ندوة العلاقات العربية الإفريقية، واتُفِقَ في تلك الندوة على افتتاح معهد للدراسات الإفريقية، واليوم، تعود القاعة إلى حضورها ورمزيتها في الشارقة.
عام 2018 افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، قاعة إفريقيا وشهد سموه في المناسبة محاضرة حول العلاقات العربية الإفريقية، ولفت إلى أهمية القارة الإفريقية «حيث إنها أصل البشرية وبها أنزل الله البشر، ومن إفريقيا انتشروا في مختلف دول العالم، ورغم نظرة المستعمر السلبية لهذه القارة التي يعتبرها قارة منتهية إلاّ أنها هي الأصل».
أنشأت الشارقة في عدد من البلدان الإفريقية بيوت الشعر، ونظّمت دائرة الثقافة مهرجانات لديوان العرب قرأ فيها شعراء أفارقة بلغة عربية أصيلة وأوزان شعرية دقيقة، وجذبت الثقافة العربية الكثير من الأكاديميين الأفارقة الذين وضعوا دراسات ورسائل جامعية ومؤلفات رصينة بمنهجية بحثية علمية تتضمن موضوعات ذات صلة مباشرة بالأدب العربي والثقافة العربية.
مدّت الشارقة جسوراً ثقافية تجاه إفريقيا تتصل بالنشر وصناعة الكتاب، وشاركت العشرات من دور النشر في دورات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك الكثير من الناشرين الأفارقة في مؤتمر الناشرين الدوليين الذي يقام عادة في الشارقة قبيل انطلاق فعاليات معرض الكتاب، وأوجدت هذه المشاركات روابط عملية متينة سواء على مستوى الثقافة أو صناعة الكتاب.
المهرجان يتضمن سياقين مهمّين: الأول يتيح لنا العرب قراءة الأدب الإفريقي ومقاربته وتذوّقه، والثاني رؤية ثقافتنا بأعين إفريقية لا تعاني المركزية التي عادة ما تستعلي بها الثقافة الأوروبية.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق