لقد حرصت دولة الإمارات، منذ نشأتها على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، على تأسيس كل عوامل النجاح لمسيرتها، وحققت في ذلك تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، شهد به القاصي والداني. وعملت القيادة الحكيمة على حماية تلك المكتسبات، عبر امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، وقبل ذلك تماسك اللحمة الداخلية لأبناء الوطن تحت راية واحدة، وقيادة واحدة، وقد ظهر ذلك في العديد من المواقف التي تثبت صلابة المجتمع الإماراتي، والتفافه حول قيادته الحكيمة.
وقد تجلّى ذلك منذ العدوان الإرهابي الذي شنّته جماعة الحوثي في 17 يناير(كانون الثاني) 2022، على المواقع والمنشآت المدنية في الإمارات، والذي نجحت وسائط الدفاع الإماراتية المختلفة في التعامل معه، وردّت كيد المعتدي إلى نحره. وقد أثبتت دولة الإمارات، آنذاك، أنها قوة عسكرية كبيرة، وأنها دولة عصيّة على أي عدوان مهما كان مصدره بفضل ما لديها من قدرات عسكرية متطورة وكوادر بشرية قادرة على التعامل مع تلك القدرات.
وفي ذكرى ذلك اليوم، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن «السابع عشر من يناير يوم نستذكر فيه النخوة، وتماسك شعب الإمارات وتضامنه، ونخلّد هذه القيّم نبراساً للأجيال القادمة، ومصدراً لإلهامها في العطاء والتفاني والتضحية، حتى تظل دولة الإمارات على الدوام رمزاً للخير والبناء من أجل شعبها والبشرية». وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «نستذكر في السابع عشر من يناير مشاعر الوحدة والولاء والالتفاف والنخوة من شعب الإمارات مواطنين ومقيمين.. ستبقى قيمنا الراسخة في التضحية والعطاء والتفاني منارة لنا وللأجيال القادمة وستبقى الإمارات واحة للأمن والأمان والاستقرار والازدهار».
لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد بلغت اليوم من التطور مرحلة كبيرة، وأصبحت رقماً صعباً في معادلات المنطقة، فهي اليوم حليف استراتيجي لمجموعة العشرين، كما أنها أصبحت إحدى دول مجموعة بريكس، وهي بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري باتت ممراً أساسياً للسياسات التي تُرسم في المنطقة، وبات وجودها حاجة ضرورية لضمان الأمن والاستقرار المستدام على مستوى المنطقة والعالم. فدولة الإمارات، راكمت خلال السنوات الطويلة من عمرها، الخبرات المتتالية وحققت نهوضاً اقتصادياً عزّ نظيره، فقد تمكن الاقتصاد الإماراتي، على مدار السنوات الماضية، أن يعزز شراكاته مع أكبر الاقتصادات حول العالم، وأن يحقق مستويات نمو كبيرة.
ووفق بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية، فقد بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للدولة (بالأسعار الثابتة) 879.6 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الماضي، فيما بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي خلال الفترة نفسها نحو 660 مليار درهم بنمو 4.4%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ولتصل بذلك نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 75%.. وأشارت التقديرات أيضاً إلى أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (بالأسعار الجارية) للدولة خلال النصف الأول من العام الماضي بلغت نحو 981 مليار درهم، مسجلة نمواً بنسبة 5.6%، فيما ارتفعت قيمة الناتج المحلي غير النفطي بالأسعار الجارية خلال الفترة نفسها إلى نحو 749 مليار درهم. وأبرمت دولة الإمارات اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع أربع وعشرين دولة في خمس قارات، منها ثماني عشرة اتفاقية تم التوقيع عليها رسمياً، وست اتفاقيات دخلت حيز التنفيذ وست أخرى تم إنجاز المفاوضات الخاصة بشأنها، والتوصل إلى بنودها النهائية تمهيداً للتوقيع عليها رسمياً في أوقات لاحقة. كما واصلت دولة الإمارات ترسيخ مكانتها العالمية كإحدى أهم الدول المنتجة للتكنولوجيا المتقدمة والنانو تكنولوجيا وخاصة أشباه الموصلات.
وفي عام 2017، أطلقت الحكومة استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات. وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.
كما انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى النادي العالمي لإنتاج منتجات «النانوفايبر»، ومقرها دولة الإمارات، وذلك إيذاناً بانطلاق حقبة جديدة في مشهد إنتاج منتجات «النانو فايبر» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد تبوّأت دولة الإمارات مرتبة متقدمة عالمياً في تقرير التكنولوجيا والابتكار الصادر عن منظمة الأمم المتحدة، والذي جاء تحت عنوان «فتح نوافذ خضراء: فرص تكنولوجية لعالم منخفض الكربون».
ولا شك أن هناك نجاحات واسعة على المستوى السياسي وتمكين المرأة، وعلى المستوى الاقتصادي الذي انعكس على رفاهية المواطنين، والذي جعل الإمارات مركزاً إقليمياً لمعظم الشركات العالمية، أما على المستوى العسكري فقد أصبحت الإمارات قوة إقليمية كبرى في المنطقة مرهوبة الجانب. حفظ الله دولة الإمارات من كل سوء، وجعلها بلداً آمناً مطمئناً طاهراً كريماً عامراً بالخيرات في ظل القيادة الحكيمة.
[email protected]
0 تعليق