الكلام الذي أسداه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأوائل خريجي الدفعة الثانية والثلاثين من الطلبة المرشحين وخريجات الدفعة الخامسة من الطالبات المرشحات، في أكاديمية شرطة دبي، يشحذ الهمم والطاقات إلى أبعد الحدود.
حديث سموه، يعكس فلسفته في الحياة والعمل، ونظرته لكل طرائق العمل وسبل ترجمة الانتماء للوطن، وما يوجهه من كلام، ما هو إلا خارطة طريق للحياة العملية، وكيف يمكن لمن ينتسب لجهاز الأمن أن يسير بخطى ثابتة لخدمة وطنه وأهله.
الشيخ محمد بن راشد، بدأ الكلام بالتأكيد على أن «تقدُّم الأوطان وازدهارها يبقيان دائماً رهناً بما تملكه من ثروة بشرية وكوادر شابة مؤهلة ومبدعة في شتى المجالات، وهو المبدأ الذي آمنت به دولة الإمارات منذ تأسيسها»، هذا الحديث يؤكد أن قضية الاستثمار في الإنسان وتنميته وتأهيله ما هي إلا فلسفة تأسست مع تأسيس الدولة من منطلق إيمانها بأن بناء الشباب القادر يمكّن الدولة من تحقيق مسيرة التطوير بمداد من العِلم والمعرفة الممزوج بحب الوطن والتفاني في رفعته.
الشيخ محمد بن راشد ومن منطلق خبرته السياسية والعسكرية قال للخريجين: «تقفون اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تحمل في طياتها مسؤولية عظيمة وشرفاً لا يوازيه شرف وهو خدمة الوطن وحماية أمنه واستقراره».
بهذه الكلمات يؤكد سموه أيضاً أن الإصرار والعمل الجاد، ما هما إلا وسيلتان للتفنن في خدمة الوطن وتحقيق أمنه الذي هو أساس ازدهاره وتقدمه، لأن حفظ المكتسبات أول ما يحتاج اليه هو استتباب الأمن، واستقرار نمط الحياة القائم على المسؤولية والشرف.
ومن منطلق إدراكه ومعرفته الدقيقة بسبل بناء الأوطان والحفاظ عليها، قال: إن «الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها الأوفياء.. ولا يحميها إلا رجال ونساء يضعون مصلحتها فوق كل اعتبار».
الشيخ محمد بن راشد، ولكونه لا يعترف إلا بالمركز الأول، يدرك أن الحياة لا تعرف إلا المتميزين والمثابرين في حياتهم وعملهم، وجه رسالة أخيرة للخريجين حين قال لهم: «كونوا دائماً في الطليعة تقدمون القدوة والمثل في خدمة الوطن، بفكر واعٍ، وأخلاق رفيعة.. سيروا على درب التميز، فالإمارات تنتظر منكم الكثير».
هذه الكلمات الصادرة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لكوكبة من المرشحين العسكريين، هي نهج وإطار عام لطريقة العمل والانتماء، وكيف يمكن لكل مرشح منهم أن يشكل لبنة حقيقية وقوية في مدماك بناء الوطن الذي هو بحاجة إلى كل شاب وشابة من أبنائه.
[email protected]
0 تعليق