التغذية المدرسية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

من ست ساعات إلى عشر، مجموع ما يقضيه الطلبة بمختلف المراحل في المدرسة ورحلتي الذهاب والعودة، وهي طويلة نسبياً خاصة للطلبة في رياض الأطفال، ما يدعو لأخذ موضوع التغذية على محمل الجد، وأهمية اختيار نوعية ما يباع في المقاصف المدرسية، وخاصة السندويشات الأساسية التي يعتمد عليها الطلبة في تغذيتهم بمختلف المراحل.
وكذلك أهمية مراعاة السن في المراحل الدراسية الأولى، والطالب الذي يعود إلى المنزل بحقيبته الغذائية كما هي، لا بدّ أن تراجع أوضاعه مع المدرسين، لوضع حلول جماعية للمشكلة، ويخصص للجميع وقت للتغذية، بحيث يتشجع الطلبة على أخذ وجباتهم جماعياً، وما يباع في المقاصف من المهم جداً ألا يكون مشبعاً بالسكريات التي تعطي الجسم طاقة مؤقتة فقط ولا تغذيه، خصوصاً لو كانت مُشبّعة بالأصباغ والمواد الحافظة، والأفضل ألا تباع العصائر كذلك المشبعة بالألوان والنكهات الاصطناعية، ويركّز على التنويع في الأطعمة الطازجة والخفيفة.
ومن الجيد لو خصصت المطاعم ذات الجودة المطلوبة لوجباتها الغذائية وبالأسعار المناسبة للتوريد للمدارس، وتكون المحتويات سندويشات مشبعة، وتحتوي على المكونات الغذائية التي تساعد الطالب على إتمام بقية يومه الدراسي بكل طاقته. وللأسف نجد بعض المدارس لا تنتبه لنوعية الأطعمة المقدمة للطلبة، فبعض السندويشات تقتصر على قطعة صغيرة جداً من الجبن مقابل الحجم الكبير للسندويشة، وقس على أنماط ذلك الكثير من الأطعمة، وهي الحالات التي لا نجد فيها قسماً خاصاً للتغذية المدرسية يشرف على ما تقدمه المقاصف والقيمة الغذائية للوجبات المقدمة. كما قلّت حصص التعريف بالثقافة الغذائية، ولا يمكن أن يتناوله الطالب ليحافظ على لياقته الصحية.
وبوجود القسم أو الموظف الذي يعمل على المراقبة والإشراف واختيار الوجبات المدرسية المبيعة في المقصف، سيساعد بدرجة كبيرة على خلق ثقافة الغذاء الصحي، فيمكنه أن ينظم دورات توعوية دورية للثقافة الغذائية للطلبة أو لأولياء الأمور، تساعد على أن ينشأ الجيل على أساس متين من الوعي بأهمية اختيار الأطعمة المفيدة للجسم وللعقل، ما يخفف حالات السمنة المفرطة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين الأجيال، مع انتشار الوجبات السريعة. كما يخفف من الأمراض المصاحبة لسوء نوعية التغذية، ويساعد على اهتمام الطلبة بصحتهم من السنوات الأولى من حياتهم، ويمكن بتوعيتهم أن يساعدوا أسرهم كذلك في نقل المعلومة والانتباه للأغذية التي تؤثر في صحتهم.
فالجيل القوي جسمانياً وعقلياً من أول مراحل حياته، يقدم الكثير ويخطط لمستقبله بسلامة وسهولة، من دون عرقلة من الأمراض ومراجعة المستشفيات، وتقل أعداد المرضى بالسمنة والنحافة وسوء التغذية.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق