هنا، نتلمّس الطريق نحو الاقتراب قليلاً من مبادرة «إرث دبي» التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي، لإحياء ذاكرة دبي التاريخية برصد القصص والتجارب الحياتية التي تجسّد ملامح تطور الإمارة وحياة أهلها عبر الأجيال وجمعها وحفظها، حيث يؤكد سموّه، أن دبي صنعت نموذجاً ملهماً هو اليوم محط أنظار العالم، إذ لم يكن هذا النموذج وليد اليوم، بل نتاج تفاعل مجتمعي ضخم على مدار عقود، وكان لكل فرد دور في ملحمة تقدم ونماء تطورت فصولها في ظل ثقافة وعادات وتقاليد، ترسخت على يد الأجداد مروراً بالأبناء، لتمنح هذه الملحمة دبي تفردها ولتتشكل قصة نجاحها التي شارك المجتمع في صنع ملامحها، ليكون لدى كل من أفراده رواية تضيء جانباً من جوانب تلك القصة، ما يستوجب جمعها وحفظها للأجيال المقبلة جزءاً مهماً من تاريخ دبي.
«إرث دبي»، كذلك إرث كل الإمارات، منذ عهد الإمارات المتصالحة، وحتى عصر اتحادها في بوتقة واحدة، تحت مسمى عريض وعريق وكبير دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما هو إرث الدولة كلاً لا يتجزأ.. وما إشراك أهل دبي في توثيق إرثها عبر قصص تشكل جزءاً من تاريخ الإمارة أبطالها أفراد المجتمع - كما يقول سموّ ولي عهد دبي - عبر مبادرة «إرث دبي»، إلا مبادرة وطنية «تسعى إلى حفظ أمانة الأجداد للأبناء، ونقلها إلى الأحفاد».
«إرث دبي»، وإن كانت مبادرة ضمن سلسلة مبادرات ومشاريع متواصلة يقودها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كان أبرزها مشروع إنشاء الأرشيف الوطني لإمارة دبي، بإشراف مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، فإن توقيت إطلاقها في فبراير 2025، جاء تزامناً مع انطلاق فعاليات شهر الابتكار الإماراتي، واستجابة لإعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» تحت شعار «يداً بيد».
إذن «يداً بيد»، سوف يكتب أبناء وبنات الوطن حكايات الأجداد والجدات، وحكايات الآباء الأمهات، بقلم التاريخ الإماراتي المشرّف. حكايات وحكايات، نسجت خيوطها في إمارات الدولة، وفي جغرافيتها الممتدة من الماء إلى الماء.
ففي كل شبر حكاية، وفي كل حكاية أبطال صنعوا تاريخ الإمارات، وهيؤوا الأرضية المناسبة لأجيال وأجيال سيأخذون بزمام الدولة للسير بها نحو المستقبل. فالماضي أساس الحاضر، والحاضر عتبة المستقبل، والمستقبل وجهة الجميع، صغاراً وكباراً، أفراداً وأسراً ومجتمعاً عاماً، بكل أطيافه وعناصره وأفكاره ورؤاه وخططه، نحو الإحاطة بالتراث وحفظه من الاندثار.
[email protected]
0 تعليق