أحد أسباب نمو وازدهار العلاقات الاجتماعية وفهم الأشخاص حولنا وكيفية التعامل معهم بيسر وانسجام، هو معرفة القيم أو المبادئ العليا لدى الطرف الآخر، وفهم أيضاً المقصود من الكلمة أو القيمة نفسها.
برأيي، يجب على الأشخاص المقبلين على الزواج أن يتعرف كل طرف منهم إلى قيمه الذاتية، وقيم الطرف الآخر الذي سيرتبط به، حتى يكون هناك تفاهم وتوافق منذ البداية، وعلى الأقل تساعدهم هذه المعرفة على كيفية التعامل بطريقة أفضل، وحتى لا يصبح هناك اختلاف في وجهات النظر وسوء فهم غير مقصود.
وكل شخص تختلف «قيمه» العليا أو مبادئه عن الآخرين وقد يتشابه البعض ولكن تختلف مستويات القيمة نفسها وترتيبها في قائمة القيم من حيث الأهمية، وأيضاً تفسيرها، فمثلاً، أحدهم القيمة العليا لديه قد تكون قيمة العائلة (الأسرة) الأولى في القائمة، وبعدها المهنة أو العمل أو المال أو الصحة أو الأصدقاء، أو السفر، أو غيرها من القيم التي هي مهمة بالنسبة للشخص. وفي المقابل، هناك شخص آخر القيمة العليا عنده، مثلاً، المال أو الوظيفة، فتراه مهمِلاً صحته وعائلته في سبيل كسب المال والتركيز عليه، فعندما ينتبه الشخص لهذه القيم العليا لديه وتسبب له تحديات شخصية أو صحية أو عائلية، وعند الوعي والإدراك بهذا يستطيع أن يُعيد ترتيب القيم لديه من حيث الأهمية.
وهناك قيم في الصفات والأخلاق مثل: الصدق، الإخلاص، الاحترام، التقدير، الوضوح، تحمل المسؤولية، وغيرها.
ومثال على ذلك: لو كان شخص ما، قيمة «الاحترام» عنده قيمة عليا، فلا يكفي أن نعلم هذا، بل يجب معرفة ما تعنيه كلمة «احترام» بالنسبة له، فكل شخص لديه أيضاً تفسير مختلف لنفس الكلمة، فكلما كان محدداً وواضحاً، تعرف إليه الطرف الآخر واستطاع التعامل معه بأفضل الطرق وأيسرها، ويحدث بعده التفاهم والانسجام في العلاقات، سواء علاقات زوجية أو أسرية أو علاقة الأصدقاء والزملاء في العمل.

[email protected]