كل عام وأنتم بخير. كل عام والدراما العربية بخير. تتعثر أحياناً وتنهض أحياناً أخرى، لكنها بخير طالما أنها دائمة الحركة ودائمة البحث عن مواضيع جديدة تقدمها للجمهور.. نعم تأتي الحكايات أحياناً مخيبة للآمال، ويستسهل البعض فيلجأ إلى النصوص الجاهزة ليعيد تقديم أعمال قديمة سبق أن لاقت نصيبها من النجاح، يلبسها أثواباً جديدة متوقعاً أن تجد نفس القدر من الإعجاب.. وهناك من يستسهل فيستعين بدراما أجنبية معيداً تقديمها بنسخة عربية.. إنما الأهم أننا أصبحنا نعيش وسط أجواء تنافسية عالية وكم من الإنتاج جيد، وأن عروض الدراما التلفزيونية المتتالية دون انقطاع طوال أيام السنة لم تؤثر سلباً في الحركة الدرامية في رمضان.
كنا نعاني كثرة الإعادات طوال العام باستثناء شهر رمضان ونُصاب بالملل فنُعرض عن مشاهدة التلفزيون انتظاراً للشهر الفضيل حيث تكون المتعة بمشاهدة أهم وأضخم الأعمال، ثم انتقلنا إلى النقيض فصار هناك طوفان من المسلسلات من مختلف المستويات ويظهر فيها معظم الممثلين من نجوم وكومبارس.. ليست كلها ناجحة بطبيعة الحال، ورغم ذلك مازلنا نملك تلك اللهفة التي تجعلنا ننتظر بشوق الجلوس أمام الشاشة ومع كل أفراد العائلة لمتابعة المسلسلات، فهل يأتي الموسم الرمضاني الحالي على قدر اللهفة والأمنيات؟.
من المشاهد المتفرقة واللقطات التي يروّجون بها للأعمال، نستشف بعض ما يقدمه كل عمل، خصوصاً أن الدعاية والإعلانات التي تطلقها شركات الإنتاج والقنوات والمنصات لم تعد وحدها المروّج للأعمال الرمضانية، إنما يتنافس النجوم في عرض لقطات يحثون فيها المتابعين والجمهور لمتابعة مسلسلاتهم، التنافس على صفحاتهم الخاصة في السوشيال ميديا يشتد، وكلٌّ يبحث عن مغريات ترفع من مستوى التحدي، ومنهم من ينشر مشاهد من خلف الكواليس عفوية وطريفة، وهو يراهن على حب الجمهور لمعرفة كل ما يدور خلف الكاميرا وفي أماكن التصوير.
على من نراهن هذا الموسم؟ النجوم كُثر والشباب في مقدمتهم، مع شبه غياب للكبار، وحضور قوي وبارز للدراما الاجتماعية التي تطغى بألوان التراجيديا والكوميديا وحلقات النصف شهر، أي 15 حلقة وهي الغالبية، والمسلسلات الممتدة حتى نهاية الشهر الفضيل.. الوجوه محبوبة، الأعداد كبيرة لدرجة أننا سنؤجل بعض الأعمال لمشاهدتها بعد شهر رمضان، والجمهور متحمس وبعض المسلسلات افتتح الموسم قبل انطلاق الشهر الكريم، لكن هل كل ما يبرق سيكون ذهباً؟

[email protected]