اقتصاد الفضاء والإمارات - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شيماء المرزوقي

تعتبر الإمارات سابقةً للكثير من دول المنطقة في مضمار برنامج الفضاء، والاهتمام بعلوم الكواكب والمجرات، وفي غضون مدة زمنية قليلة، حققت قفزات مدوية في هذا المضمار المهم بفضل الدعم الذي تلقاه هذا القطاع من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذه الرعاية مكنت برنامج الإمارات من البدء من حيث انتهى الآخرون، وترجمة ذلك بإرسال «مسبار الأمل» نحو المريخ، ثم برنامج الإمارات في مجال الصواريخ، وتدريب رواد الفضاء، والمشاركة الفاعلة مع عدة وكالات فضائية مثل الأمريكية «ناسا» والأوروبية وغيرهما، ما يعطي دلالة على الثقة والتصميم على الفعالية والإنتاجية والابتكار في هذا المضمار الحيوي المهم.
ويبقى الإشارة إلى هذا المجال، وأهمية الاستثمار فيه، والاهتمام به، لأن الفضاء عالم من الثروات التي لا تقدر بثمن، وفيه مصادر لا تنضب من الخيرات وعوامل رفاه للبشرية بأسرها، بل إن اقتصاد الفضاء والتنمية الفضائية باتا واقعاً ماثلاً في عصر اليوم، وهو مفهوم حديث يشير إلى الأنشطة الاقتصادية المرتبطة باكتشاف الفضاء، ثم استخدام موارده، سواء على الأرض أو في الفضاء الخارجي.
ودون شك أن التقدم التكنولوجي ودخول حقبة الذكاء الاصطناعي دفعا نحو هذا الاقتصاد الواعد، وهناك الكثير من المجالات والقطاعات التي يمكن الاستثمار فيها وتحقيق الربح والمكسب، مثل قطاع صناعات الفضاء نفسها، والتي تشمل الأقمار الصناعية، واكتشاف الفضاء، تطوير المركبات، تطور خدمات الاتصالات والبث، وهناك قطاع واعد جداً يتعلق بالتعدين الفضائي، وهذا جزء مهم من اقتصاد الفضاء، فالبعض من الكواكب والأجرام السماوية تحتوي على معادن نادرة وثمينة، مثل الذهب والبلاتين، وغيرها، وهي معادن مفيدة لنا على الأرض، وأيضاً مثل إمكانية استخراج موارد ثمينة مثل الوقود والهيدروجين، ولا ننسى ما بدأ يلوح في الأفق في ما يعرف بالسياحة الفضائية، وهذا قطاع اقتصادي واعد، وهناك شركات بدأت العمل مثل «سبيس إكس»، و«فيرجن جالاكتيك»، و«بلو أوريجن». والهدف إرسال سياح إلى الفضاء، سواء في رحلات قصيرة حول الأرض/ أو في المستقبل إلى القمر وبعض الكواكب.
الفضاء والاستثمار فيه، والبدء في تطوير صناعاته، هي النقطة المحورية التي بدأتها الإمارات مبكراً، ولحقت دولاً أخرى، لأن مكامن المستقبل والاقتصاد القادم تقوم على قطاعات الفضاء، وهو جانب بدأته بلادنا، ولله الحمد، مبكراً.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق