مئات الكتّاب من الإمارات والوطن العربي، يوقّعون كتبهم على مدار أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب. كتّاب إماراتيون صدرت كتبهم عن دور نشر إماراتية أو عربية، وكتّاب عرب صدرت كتبهم في بلدانهم أو في بلدان أخرى أو صدرت عن مؤسسات، أو دور نشر إماراتية محلية.
كل هذا الصّف الطويل من الكتب يجري توقيعها في المعرض ضمن جناح خاص للتوقيعات، لكن ذلك لا يمنع أن تنظم دور نشر، حفلات توقيع لكتبها في أجنحتها في معزل عن الجناح الرسمي الخاص لتوقيع الكتب. وبكلمة ثانية، كما أن معرض الكتاب هو معرض فعاليات وبرامج نشرية وثقافية، هو أيضاً معرض توقيعات الكتب.
عَلامَ تؤشر ظاهرة التوقيعات هذه؟ بكل وضوح تؤشر إلى حركية صناعة النشر وصناعة الكتاب في الإمارات وفي الأقطار العربية. هذه ملاحظة أولى، الملاحظة الثانية أن حصة الأسد، كما يقولون، ذهبت للأدب (الشعر والقصة والرواية)، والملاحظة الثالثة أن مؤلفي هذه الكتب هم من جيل الشباب.
بالطبع، هناك من يوقّع إصداره الأول، وهي لحظة اعتبارية وقوية العاطفة في الوقت نفسه، بل هي لحظة سعادة قصوى تلك التي يرى فيها المؤلف كتابه الأول على هذا النحو الاحتفالي، وفي معرض من أكبر معارض الكتب في العالم، وبين جمهور متعدد الثقافات، ووسط اهتمام الإعلام والصحافة الثقافية.
أشير إلى نقطة ليست هامشية هنا، وهي أن كتّاب الستينات والسبعينات وربما حتى الثمانينات، لم يكونوا يعرفون حفلات توقيع الكتب، ولم تكن دور النشر ولا المؤسسات الثقافية معنية بهذه التقاليد الاحتفالية التي أصبحت اليوم ظاهرة مكرّسة، وبخاصة في معارض الكتب، ثم أخذت دور النشر تعطي توقيع الكتاب أهمية خاصة باعتبار أن التوقيع في حدّ ذاته شكل من أشكال الترويج للكتاب، وتوزيعه أو بالأحرى تسويقه.
بقيت ملاحظة ثانية على ظاهرة، أو حالة توقيعات الكتب في المعرض، وهي أن الأجنحة الأجنبية الإنجليزية والفرنسية وغيرها من العالم لا تنظم حفلات توقيع، وليس في جناح التوقيعات العربي من يوقع كتابه من المؤلفين الأجانب، وربما يعود هذا الغياب الأجنبي عن احتفاليات التوقيع، إلى عدم مجيء المؤلفين الأجانب إلى المعرض، أو أن توقيع الكتاب ليس تقليداً متّبعاً أو ضرورياً عند بعض، أو أكثر كتّاب العالم.
في كل الأحوال، لا يخسر المؤلف شيئاً إذا وقّع كتابه، فهو بهذه الاحتفالية البسيطة يعرّف بنفسه ويعرّف بكتابه، والجميل أيضاً أنه يضع لنفسه نقطة في السطر، سطر الكتابة.
[email protected]
0 تعليق