إلى الدورة الـ 44 - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يودعنا اليوم «معرض الشارقة الدولي للكتاب»؛ إذ استقطبت دورة هذا العام 2522 ناشراً محلياً وعربياً وعالمياً وعارضاً من 108 دول، ونخبة من الكُتّاب والأدباء والمفكرين من مختلف المجالات، شاركوا في جلسات حوارية أضاءت على قضايا الأدب والثقافة والفكر.
دورة هذا العام، ورغم أنها ال43 للمعرض، فإنها أعادت الكرّة بشعار ابتكاري للمعرض «هكذا نبدأ»، ولسان حال القائمين عليه، أننا هكذا نبدأ ليعكس إيمان إمارة الشارقة بأهمية القراءة والمعرفة ركيزةً أساسيةً لبناء المجتمعات.
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أكدت غير مرة، أن المعرض رسالة حيّة ليلفت العالم أجمع إلى أن كل ما تطمح إليه الحضارات من منجزات، يبدأ من كتاب، وكل قيمة نبيلة يترسّخ وجودها في وجدان الشعوب تتجسّد في كتاب. 
أحمد العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، لطالما أكد أن إنجازات المعرض على الواقع حصيلة إيمان عميق بأن الكتاب ليس مجرّد حامل للمعرفة وحسب، بل المحرك الأصيل الذي تبني به الأمم مكانها في تاريخ الحضارة الإنسانية.
الشارقة عززت في النفوس حب الكتاب، فهي بمعرضها الذي تنظمه كل عام في قلب الإمارة، إنما تعزز الأقوال المأثورة عن الكتب، لتزيد غرس حبّه في العقول والوجدان، وكأنّ حالنا إذا شعرت وأنت تُقلّب الصفحة الأخيرة في الكتاب الذي تقرؤه، أنّك فقدت صديقاً عزيزاً، فاعلم أنك قد قرأت كتاباً ممتعاً.
وليس ثمّة سفينة كالكتاب، والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك.. خير لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تملأ محفظتك بالنقود.. فبيت بلا كتب جسد بلا روح.
وأجمل ما قيل ويقال في الكتاب، ما يردده دائماً صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «الكتاب سرّ نجاح الأمم وسرّ نهضتها وتطورها، ونعلم أنه صانع الأجيال والأمم، ونعلم أنه خير صاحب وخير رفيق».
معرض الشارقة للكتاب، حدث قريب من القلوب والعقول، وكثير من المشغولين به يصيبهم الحزن وهم يودعونه، وتجد الكثير من القادمين من خارج الدولة، وهم يعيدون حزم ما زاد معهم من كتب، حزينين على فراق هذا الحدث العالمي، الذي تشرئبّ إليه قلوبهم كل عام.
هنيئاً لحاكم الشارقة، الذي عزم منذ نصف قرن على الاستثمار في العقول، وأعدّ ما أعدّ لأهل اللغة والعلم، من كتب ومعاجم، ووفر لهم بيئة خصبة يلتقون بها على المحبة والودّ كل عام، وإلى اللقاء في الدورة ال44.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق