أفكار من وحي معرض العين للكتاب - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإمارات دولة ثقافة وفنون ومعارض كتب، وهذه الأخيرة عديدة وتخصصية مثل معرض كتاب الطفل في الفجيرة، إلى جانب معرض الكتب المستعملة في الشارقة.
أمس الأول انتهت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمحصّلات ونتائج ثقافية عربية عالمية، وأمس، بدأت فعاليات معرض الكتاب في العين، وبعد شهور قليلة معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
ظاهرة ثقافية إماراتية محلية، بأبعاد عربية، وآفاق عالمية تقوم على رؤية مؤسسات وبرامج عمل منتظم منذ قيام الدولة وإلى اليوم.
الكلمة الآن لمعرض الكتاب في العين، الحالة الثقافية المكمّلة لمعطيات الثقافة في الإمارات، والذي يحقق رؤية الدولة المتصلة بثقافة القراءة، أيضاً، منذ أوائل السبعينات وإلى اليوم.
هذه سلسلة من معارض الكتب على مدار العام، ولكل معرض شخصيته وأهدافه التي تبني مفهوم القراءة وعلاقة القارئ بالكتاب منذ مرحلة الطفولة، وإلى مرحلة الكهولة.
معرض الكتاب في العين يأتي في هذا السياق الثقافي الإماراتي، إنه بكل وضوح سياق القراءة وتراكماتها المعرفية والأخلاقية.
دائماً، في الإمارات، يجري الربط الموضوعي بين معارض الكتب وظاهرة القراءة في الدولة، وهي ظاهرة إماراتية عربية قامت على مشاريع ومبادرات عدة؛ بحيث نجد أنفسنا في هذه الحالة نكرر ما يكتب دائماً عن أفكار جميلة مثل تحدّي القراءة العربي، وشهر القراءة (مارس /آذار من كل عام)، وعشرية القراءة (2026).
القراءة في الإمارات، وهذا هو المهم، ترتبط بدورها باللغة العربية، والتأكيد على هويتها الأدبية والشعرية والجمالية، أي «ديوان العرب».
مرة ثانية، هذه دوائر متصلة: معارض الكتب تحقق هدف القراءة، والقراءة تحقق هدف حماية اللغة العربية، واللغة العربية تحقق كينونة الهوية، والشخصية الثقافية للأدب الإماراتي المتحوّل والمتجدد منذ السبعينات وإلى اليوم.
اللغة العربية روح الأدب المحلي الذي أنتج على مدى عقود خمسة العشرات من الشعراء والقصّاصين والروائيين والنقاد. وأضع بين قوسين مهمّين ظاهرة النقد الأدبي الإماراتي بأقلام نسائية ظهر الكثير منها من رحاب الجامعات الإماراتية، وهذه مسألة ثقافية تحتاج وحدها إلى ملف ثقافي يشير إلى حيوية هذا النقد الذي تكتبه المرأة..
الأدب الإماراتي الذي تشكّل بطبقات عدة من القراءة على مدى عقود، وصل إلى العالم من خلال برامج ومبادرات الترجمة إلى لغات حية: الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، الهندية، وغيرها من اللغات.
نقل الأدب الإماراتي بلغته العربية (لغة القراءة والكتابة) إلى العالم عبر معارض الكتب الإماراتية التي واظبت على المشاركة في معارض الكتب الدولية في آسيا وأوروبا والوطن العربي.
هيئة الشارقة للكتاب نظمت نقل هذه الترجمات إلى العالم، وأتاحت للكتّاب الإماراتيين توقيع كتبهم في باريس، ولندن، ونيويورك والقاهرة وعمّان، وغيرها من فضاءات معارض الكتب.
في موازاة هذه الصورة الأدبية والثقافية و(أساسها القراءة) يشار دائماً إلى نمو حركة الترجمة والنشر وصناعة الكتاب في الدولة، وهي معاً، مرتبطة، أولاً وأخيراً، بمعارض الكتب الإماراتية، بصورها المحلية والعربية، وأفقها العالمي.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق