الإمارات التي باتت اليوم بيت خبرة يشار إليه بالبنان في مجال الممارسات الحكومية الحديثة والأداء المتميز سعت إلى نقل إنجازها إلى العالم، وتقديم خبراتها في هذا المجال، من أجل إحداث تغيير جذري في حياة البشر من حولها، ومن تلك الجهود الجائزة التي أطلقتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية بالتعاون مع حكومة الإمارات.
نقلة نوعية قادمة في التطوير الحكومي والتميز الإداري تهبّ على المنطقة حالياً، والفضل للإمارات التي قدّمت نجاحها كأنموذج قابل للتطبيق، ولم تبخلْ بخبراتها وكوادرها من أجل تعميمه من أجل تبادل الاستفادة، وتقديم أفضل الخدمات، وتطوير المؤسسات للأفضل، والمشاركة جماعياً في الارتقاء بهذا العمل لصالح الكل، في ظل التعطش لهذا الطموح الذي نجحت الإمارات في جعله واقعاً على الأرض، وهو ما يتجلى في أكثر من 10 آلاف مشاركة عربية من مؤسسات وأفراد في الورش الرقمية، التي تمّ تنظيمها في كل الدول العربية للتعريف بالجائزة وأهدافها ومعايير التقييم وشرط وآلية المشاركة.
اليوم باتت الكفاءة الحكومية هي الأساس الذي يُبنى عليه الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، وهي الممكّن الرئيسي لتنافسية الدول ورفاه الشعوب، فالجائزة ليست ترفاً فكرياً، أو موجة عابرة، أو موضة حكومية مؤقتة، حيث يثبت تاريخ الأمم أهمية العمل على تعزيز كفاءة الحكومات، وتعلّمنا قصص الدول أن الفرق بين الحضارات التي نجحت وغيرها يكمن في كفاءة إدارة مواردها المالية والبشرية، من خلال كفاءة حكوماتها، لذلك نجد هذا التعطش نحو التغيير والتطوير.
باتت مساعي حكومة دولة الإمارات لتوفير خريطة طريق للوصول إلى تميز المؤسسات العربية، بما يسرّع من وتيرة التنمية، ويعزز ثقة الأجيال الجديدة بالمستقبل، محل تقدير وترحيب واحترام من الجميع، وهي واجب والتزام تجاه الأشقاء العرب، ضمن التزامات أخرى ومبادرات لا تعدّ ولا تحصى تجاههم، لجعل المنطقة نموذجاً عالمياً في النهضة والتنمية، خاصة أن الجائزة منذ إطلاقها كشفت عن طاقات عربية مبدعة، من خلال إبرازها قصص نجاح وأمثلة لنماذج ملهمة في الفكر الابتكاري والرؤى البعيدة لتطوير الأداء المؤسسي، وخلق آليات حكومية مرنة تتسم بالمواكبة والاستباقية، بما يحقق شعار ورؤية الجائزة «حكومات عربية، منهجها التميز، تتبادل خبراتها، هدفها خدمة المجتمع، وتنافسيتها عالمية».
0 تعليق