في إطلالة أدبية جديدة بمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات العربية المتحدة، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قصيدة شعرية بعنوان: «عيد الاتحاد»، وهي قصيدة رائعة يعبر فيها عن حبّه لهذا الوطن، مُمَجّداً إياه، ومحتفياً بعُلُو شأنِه بين الأوطان.
يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القصيدة، بالتأكيد على قوة الاتحاد التي تزداد يوماً بعد يوم فيقول:
«كلْ يومْ يمرْ يقوىَ الإتحادْ / لي بنوهْ أهلْ العزومْ الغانمينْ»
فقوة الوطن تأتي من قوة عزم بُناتِه، الذين تبادلوا راية قيادته، وأسهموا في نمَائه وتطوّره، فغنموا من ذلك ما نشهد ثماره الآن، ويتابع سموه:
«ورايةْ الأمجادْ مرفوعَهْ بحيادْ / في السما يحمي حماها المخلصينْ»
مشيراً إلى أن راية القيادة والمساهمة في البناء تلك، لا تزال مرفرفة في أعالي القمم، لأنها راية مجد لا ينبغي لها إلا مثل ذلك، فهي راية هِمّة تعانق عنان السماء، لأنها محمية بدماء المخلصين لهذا الوطن الغالي، وكيف لا وهي الراية التي:
«إبتدَتْ في كفْ زايدْ باعـتمادْ / وإنتهَتْ في كفْ وضاحْ الجبينْ.
نعمْ بوخالدْ لها في الرفعْ زادْ / لينْ صارتْ في حما أقوىَ يـمينْ
فقد كان للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فعل التأسيس على صراط قويم، برؤيته الثاقبة وتصميمه الأسطوري فوضع هذه البلاد على سكّة التنمية، وجعلها تؤمن بعقيدة الاستدامة، فكان لها ما أراد، ثم زادت في خُطى التنمية والازدهار حين حمل اللواء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فانطلقت مع الركب الحضاري المعاصر لتكون في مقدمته بكل ما يشهده من تطور وإسعاد للإنسان.
يعود سموّه للتعبير عن ما تعنيه الإمارات لأبنائها، ولقاطنيها ولمن يعرفها حق المعرفة، بتأكيده أن الدولة قد اشتهرت بالعدل وأن شعبها من أسعَـدْ شـعوبْ العالم، ليؤكد من خلال ذلك ما أمّنته العدالة والمساواة في هذه الدولة، ليس لمواطنيها فحسب؛ بل لكل قاطنيها، وهو ما جعل شعبها ومن يقوم على أرضها يعيش السعادة والاطمئنان في أبهى تجلياتهما، وهي تفعل ذلك مع التزامها بمبادئها السامية، وعلى رأسها مبادئ دينها الإسلامي الحنيف:
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
دينها الإسلامْ في طيبْ اعتقادْ / مـنْ بداياتْ الرسالهْ مـسـلمينْ.
فهو الدين الذي تفخر الدولة بالانتماء إليه، ويطيب لأبنائها الاعتقاد بمبادئه، لأنهم مسلمون منذ بدايات الرسالة المحمدية، وهي في نهجها ملتزمة بوحدة صف أمتها، لأنها تدرك ما لتلك الوحدة من أهمية في تماسك أبناء هذه الأمة.
ولا يفوت على سموه المرور على ما جعل هذه البلاد تعيش زَهْوَها في التطور والنَماء حين يذكر أهمية العمل وتقديس مواطنيها للعمل الدؤوب، حيث قادها بو خالد إلى الرِّكنْ الرِّكينْ»، وكان لها ذلك بفضل تقديس أبنائها للعمل، في حكم رشيد، قاده رئيس الدولة، حفظه الله، فهنا لا مكان للنوم ما لم يتمّ إنجاز العمل، حيث تعيش الدولة حركة دائبة، ليلَ نهار، تعكس طبيعة الحياة المعاصرة التي لا مكان فيها للخاملين؛ بل للذين يسعون بجهد وكَدٍّ من أجل تحقيق ما يصبون إليه.
نعم، إنها دولة حية حياة يحدوها الأمل بالفعل المشهود إلى مقام الخالدين، الذي لا يُنال إلا بمثل ما يُقام به فيها من عمل دؤوب.
ولأن القصيدة جاءت احتفاء باليوم الوطني، لا يختمها سموّه من دون أن يُعرِّج على هذا العيد وما يعنيه بالنسبة له، ولأبناء الوطن عامة، فيشير إلى تميز هذا العيد الذي هو بمنزلة عيد لأمة كاملة دنيا ودين، في إشارة إلى مواطني هذا البلد العزيز، كما أنه عيد لكل الذين يقيمون على أرضه متمتعين بأمنه وأمانه وازدهاره، فحُق له أن يهنئنا به، وحق لنا أن نفخر بتهنئة من رجل في مقام قيادته، وفي مثل حكمته، وأن نؤمّن على دُعائه الذي ختم به قصيدته: «وأسألْ اللهْ أنْ يوفقنا ويعين».
لقد أبان سموه في هذه القصيدة، بمبناها ومعناها، عن ما يكنّه سموّه لوطنه، ولأنه شاعر، فهو تعبير عن ما يكنه أبناء الوطن عامة لهذا البلد العزيز؛ بل ما يُكنه كل من يعيش فيه، وكل من يحبّه، فقد وصل خيره الوفير إلى كل نقطة من العالم.
المحرر الثقافي
0 تعليق