منذ طفولتنا نتعلّم أن الإنسان يحصد ثمار ما يزرع، ثم أدركنا أن الكل يحصدون ثمار ما يزرعون بما في ذلك الدول، فمن يزرع خيراً يجنِ خيرات تتدفق، ومن يزرع إرهاباً يجنِ دماراً وخراباً وويلات لا تنتهي.. ثمار يقطفها الأبناء وكل الأجيال، ويذهب ضحيتها مجتمع لا يعرف الأمان والسلام.
مشروع «ازرع الإمارات» الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من المؤكد أن الهدف منه «رفع أمننا الغذائي، وتطوير تقنياتنا الزراعية، وبناء شراكات جديدة مع القطاع الخاص، ونشر الرقعة الخضراء في بلادنا، لضمان استدامتها»، لكنه يلفتنا أيضاً إلى كل ما تزرعه الإمارات في هذه الأرض، وفي نفوس أبنائها وفي دول كثيرة في العالم، تطلق مشاريع ومبادرات في مختلف المجالات، ابتكار وتطوير وبناء وتأسيس.. تعلّم الأجيال الجديدة من أجل بناء الإنسان، بناء الفكر وحسن استغلال الطاقات الشابة لبناء المستقبل.. لا تملّ أبداً من البحث عن مبادرات جديدة، ولا تملّ يوماً من إيجاد فرص لكي يرتقي الإنسان والمجتمع والعالم إلى الأفضل وتوفير حياة كريمة.
هذا المشروع الزراعي، لا يقتصر على فكرة التشجير في الأماكن العامة، بل هدفه الأكبر «الاستدامة»، أن تصبح الزراعة ثقافة ونمط حياة يتبعه الإنسان في الإمارات تلقائياً، فتصير الطبيعة جزءاً أساسياً من حياة كل فرد، يعتني بها وينعم بخيراتها، ويعلّم أبناءه كيفية الاعتناء بها وحمايتها وتطويرها.
الاستدامة غاية وهدف مهم من كل مشروع تطلقه الإمارات، فهي لا تتطلع إلى إنشاء ما يعتمد عليه المجتمع وما يحتاج إليه اليوم، بقدر ما تنظر إلى المستقبل وتعمل من أجله، ليس اليوم فقط، بل هو ما فعلته منذ سنوات بعيدة ومستمرة على نهجه، لأنها تسعى في كل مجال وكل ميدان وفي كل خطوة تخطوها، إلى زراعة الخير ونشره، ليعيش وينمو في كل مكان، والأهم أنها تخلق في كل مشروع ومع كل مبادرة فرصاً كثيرة، ليكون كل أفراد المجتمع وكل المؤسسات العامة والخاصة شركاء فيها، يسهمون مباشرة في صناعة السعادة وديمومة الخير والبناء والابتكار.
زراعة القيم والحفاظ على المبادئ والتمسك بالأرض وثرواتها ومنتجاتها.. دروس يقدمها القادة ورأيناها في مشهد إطلاق مشروع «ازرع الإمارات»، حيث مدّ الشيوخ والوزراء سواعدهم، ليزرعوا بذور الخير، وليكونوا خير نموذج لما سيثمر خيراً.

[email protected]