«هكذا نبدأ» دائماً - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تاج الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب هو اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية في 127 مجلّداً بعد سبع سنوات من العمل الجماعي الاحترافي لنخبة من اللغويين والمعجميين والبلاغيين العرب الذين التقوا على روح أدبية وأخلاقية واحدة لإنجاز أكبر مشروع معجمي في تاريخ الثقافة العربية والإسلامية.
دورة المعرض لهذا العام جاءت تحت شعار «هكذا نبدأ»، وكأنما فحوى الشعار يلتقي مع البداية العربية الثقافية الشاملة للمعجم التاريخي للغة العربية، وهي بداية حقيقية وليست رمزية أو مجازية، ذلك أننا سنكتشف جديداً في كل يوم مع المعجم الذي يجمع بين اللغة وتاريخ الكلمة وبلاغتها المتجدّدة.
مع معرض الشارقة الدولي للكتاب نبدأ دائماً بالتفاؤل وتجديد أرواحنا وأقلامنا وقراءاتنا، وهو ما تعلّمناه من المعرض الذي بات يؤرّخ لأعمارنا وأعمار أبنائنا، بل أحفادنا، فها هو الطفل أو الطفلة اللذان ولدا في الدورة الأولى من المعرض في الثالثة والأربعين الآن.
لا بدّ لكل من واكب المعرض منذ أوائل ثمانينات القرن العشرين وإلى اليوم أن يكتب بهذه الروحية الاحتفائية، وبهذا الفرح الذاتي والعام الذي يحيط بما أسميه بيئة المعرض ومجتمعه الإماراتي والعربي والدولي.
ولكن، لنقف قليلاً مع لغة الأرقام بعد لغة القلب ونحن نتحدث عن ظاهرة ثقافية كبرى أصبحت عنواناً إماراتياً لكل من يعتبر الكتاب دليله الورقي إلى الرفعة والنبل والقوّة.
بلغة الأرقام، يجمع هذا الحدث الأكبر في مشروع الشارقة الثقافي 2520 ناشراً وعارضاً من 112 دولة عربية وأجنبية، ويتخلله 1357 فعالية، أي بمعدل 130 فعالية في المعرض على مدار الفترتين الصباحية والمسائية.
400 كاتب وكاتبة يوقعون مؤلفاتهم في المعرض، وهي حالة احتفالية جميلة حقاً، تتجاوز لحظة التوقيع إلى اللحظة الأعمق والأخصب: اللقيا والصداقة.
ضيوف المعرض، عرباً وأجانب، أكثر من 134 كاتباً وكاتبة من 32 دولة للمشاركة في 500 فعالية ثقافية، أي أنك تتحدث عن مهرجان ثقافي مكتمل داخل معرض كتاب، أو أنك تتحدث عن مهرجان داخل مهرجان.
يؤشر المهرجان على حيوية النشر وصناعة الكتاب في الدولة، إذ يشارك 234 ناشراً إماراتياً في المعرض، وتأتي هذه المشاركة في المرتبة الأولى، وتليها مصر (172 ناشراً)، ثم لبنان (88 ناشراً)، ثم سوريا (58 ناشراً).
المغرب ضيف شرف الدورة ال43 لمعرض الشارقة للكتاب، وحين يذكر اسم المغرب فإنما يذكر الفكر، وتذكر الفلسفة، ويذكر النقد الأدبي الخارج من هيبة الجامعات العريقة، ويذكر الشعر، وتذكر الفنون المغربية، والتاريخ المغربي الحافل بالبطولة والنبل.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق