المسرح الصحراوي.. الشعر والليل والخيل - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يأتي المسرح في مقدمة أفكار وطموحات مشروع الشارقة الثقافي منذ نهاية سبعينات القرن العشرين، وإلى اليوم، وذلك، في موازاة معرض الكتاب، ومعارض الفنون التشكيلية وبينالي الشارقة.
المسرح في مشروع الشارقة الثقافي، أصبح بالتجربة والخبرة والاستمرارية مجموع مسارح بدءاً من «الهواة» إلى «الاحتراف»، ومن «المحلي» إلى «العربي»، ومن مسرح الطفل، إلى «الجامعي» ليظهر ضمن هذه المنظومة الفنية مسرح الصحراء (مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي) الذي انطلق عام 2015، ونشهد الآن دورته الثامنة بمشاركات عربية مسرحية تستند في نصوصها وعروضها وإخراجها إلى ثقافة الصحراء وقيمها الفروسية.
التراث، والحكاية، وبطولة الفارس وقيم النبل والمروءة والشجاعة.. هذه وغيرها من أخلاقيات وثقافات موجودة بشكل واضح في عروض مسرح الصحراء، وهو مسرح احتفالي، إنساني، يمكن المشاهد من العودة الفطرية إلى طبيعة البادية ومفرداتها الفطرية.
مسرح الصحراء في الشارقة تحية كريمة للمكان الثقافي والاجتماعي والجمالي الواقع بعيداً عن مصطلحات المدينة إن جاز التعبير. إنه مكان مفتوح يحتفظ بهوائه الطلق ويرحب بضيفه تحت سماء ليلية طفولية.
مسرح الصحراء، تعود فكرته إلى ما جاء في رسالة اليوم العربي للمسرح (10 يناير 2014) لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. تلك الكلمة التي تشرح بكل وضوح مكانة المسرح في مشروع الإمارة الثقافي العربي والعالمي.. قال سموّه: «ترجع أهمية المسرح في الشارقة إلى أنه يقع في ملتقى مشروعين كبيرين لنهضة ثقافية لتحقيق هدفين: احتفالي، وتربوي».
رأى صاحب السمو حاكم الشارقة في تلك الكلمة ان الأعياد تمجد الأحداث التاريخية مدة يوم، أما المسرح «.. فإنه يعكس الاحتفال ويمدد آثاره في ربوع البلاد»، وأشار سموه إلى تجديد اللعبة المسرحية «بجعل الإلقاء طبيعياً أكثر، والاهتمام بحقيقة الأزياء المسرحية».
قراءة هذه الكلمات بوعي ثقافي تحملنا إلى الفكرة الأولى إلى المسرح الصحراء. المسرح الذي أصبح اليوم ظاهرة عربية تلتقي فيه عناصر العرض الحر في مكان الليل والخيل، والقرطاس، والقلم.
ولقد بقي ما يجب أن لا ننساه: إن مسرح الصحراء هو مسرح الشعر، وبطولة الشعر الذي يحوّل قائله إلى نجم مُعَلّق في قبة ليل..

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق