مارلين سلوم
أشكال بعض الفنانات أصبحت مستفزة لدرجة أن أي مشهد لإحداهن يشتت انتباهك ويجبرك على التركيز في تلك النتوءات والتشوهات، فما الذي حصل لتُقبِل ممثلات شابات وأخريات في الأربعينات من العمر على عمليات «النفخ» والحقن بهذا الشكل، فتتشوه وجوههن وتضيع كل معاني الجمال؟! وكأنهن يتنافسن على الصدارة في قائمة الشفاه الأكثر انتفاخاً والتضاريس الجسدية الأكثر بروزاً! تلقينا أول صدمة حين انطلق مسلسل «وتر حساس»، حيث فوجئنا بتغيّر شكل صبا مبارك وإنجي المقدم، وبدت آثار عمليات التجميل والفيلر واضحة جداً إلى حد لفت أنظار كل المشاهدين إليهما، لتصبحا سريعاً ترند على السوشيال ميديا والحديث المتداول بين كل الناس.. ومثلهن إنما بدرجة أقل شريكتهما في المسلسل هايدي كرم.
هناك من يدافع عن الممثلات من منطلق الحرية الشخصية في اختيار ما يناسبهن من وسائل التجميل الحديثة، وهو حق لهن، لكن حين يتحول التجميل إلى تشويه، يغيّر شكل الممثلة ويؤثر على طريقة كلامها وملامحها، وتختفي كل الانفعالات عن وجهها لتأتي كل ردود الأفعال باردة وكأنك أمام دمية من بلاستيك، بلا روح وبلا إحساس.. يصبح الجمهور متضرراً من رؤية تلك الوجوه وطريقتها المصطنعة في التعبير عن أي موقف، فتلك التجاعيد الصغيرة والخطوط التي يطبعها العمر على الوجوه تشكل جزءاً أساسياً من وسائل التعبير عن المشاعر سواء بالفرح أم الغضب، بينما تعجز تلك الممثلات عن التحكم في عضلات الوجه بسبب «التجميل»، ويصبح الوجه لامعاً كأنه من شمع.
قبل أن ننتهي من أزمتنا مع ممثلات «وتر حساس» جاءت الصدمة الكبرى في مسلسل «نقطة سودة»، وتحديداً بسبب الممثلة الشابة سارة سلامة، التي أحبها الجمهور وامتدح جمالها اللافت منذ إطلالتها الأولى، ثم قررت العودة إلى الشاشة بعد إجراء «مجزرة تجميلية» شوهت كل براءة في ملامحها، وحوّلتها إلى دمية من بلاستيك بكل معنى الكلمة، مبالغة في تكبير الشفتين وتضاريس الجسم، ومبالغة في الماكياج، وبالكاد نرى العينين بسبب طول الرموش الاصطناعية، حتى شكل الأظافر غير مقبول، كل ما فيها انقلب من الجمال والبراءة إلى التشويه، لماذا؟ هل تحتاج ابنة ال32 عاماً إلى كل هذه التغييرات في شكلها وهي في الأصل تحمل كل مؤهلات الجمال؟
سارة سلامة هي الأكثر استفزازاً بالشكل المصطنع، رغم أنها ليست الوحيدة في مسلسل «نقطة سودة» التي لجأت إلى التغيير باتجاه «الإغراء» في الشكل، فالممثلة التي تؤدي دور خطيبة عمر هي أيضاً تلفتك بالشفاه أولاً.. وكأن المعيار في التنافس لم يعد بالقدرة على الصدق في الأداء والتعبير بصدق والإقناع بالموهبة.. معايير هؤلاء صارت القدرة على الإغراء، والشكل المستفز، والوجه البلاستيكي الأجمل.
0 تعليق