لا يختلف اثنان على حسن البنية التحتية وقوتها، وتميزها عن كثير من دول العالم، إلى أن أصبحت طرق الإمارات محطّ أنظار القاصي والداني، ومأمل الكثير من الدول لأن يكون لديهم مثلها أو قريب من مواصفاتها.
بيد أن المسجل على الكثير من هذه الطرق وتحديداً الخارجية منها، أنها «تتعامل» مع مرتاديها كما لو كانوا يسلكونها يومياً، أو أنهم من أبناء محيطها، فلا صعوبة في التعامل معها، لكن اللافت لكثير من روّاد الطرق، وخاصة من يقصدون في هذه الأيام الصحاري وأماكن الترفيه مع تحسّن الطقس، أن الكثير من هذه الطرق يصعب التعامل معها، حتى بوجود «جي بي إس».
كثير من الناس، يتحدثون عن مشكلات يمرون بها خلال استخدامهم للطرق الخارجية، وأن أي خطأ قد يقع فيه السائق يتطلب منه نحو ساعة للعودة إلى النقطة التي ضاع منها، إذا تمكّن من العودة، وما يزيد الطين بلة إذا كان السائق جديداً في الدولة، أو أنه حديث الحصول على الرخصة.
المسألة ليست بالصعوبة الكبيرة على وزارة البنية التحتية ودوائر الطرق المحلية في الإمارات، ومسألة «جي بي إس» أصبحت تحتاج إلى التحديث كثيراً ودورياً في الإمارات خاصة وأن عملية إعادة تأهيل الطرق وتغيير مساراتها متواصلة في الدولة، وقد لا يكون نظام الملاحة مواكباً لها.
ومن الأهمية كذلك، أن «اللافتات» التي تتوزع على الطرق الخارجية، لا تلبّي في بعض الأحيان متطلبات السائقين أو مقاصدهم، وتكون خياراتها في العموم وليس بالتفصيل بأسماء المناطق الرئيسة التي يحاولون الوصول إليها.
الازدحام المروري، من ضرائب الدول والمدن الناجحة، ويكلف الدولة المليارات، وإن كان لا يوجد رقم دقيق عن حجم هذا الهدر، لكنه بالتأكيد يكلف الناس الكثير من المصروفات المنفقة على الوقود واستهلاك المركبات، والتأخر عن العمل، وما يتبع هذه العملية المعقدة من انباعثات، وتوتر يصيب السائقين، إلا أن مسألة «الضياع» في الطرقات قد تشكل نسبة غير قليلة في الحياة التي يعانيها الناس يومياً.
كلفة الازدحام المروري في دبي مثلاً، تقدر ب3.5 مليار درهم سنوياً، منها 1.8 مليار درهم بسبب الحوادث المرورية، أي نحو 51% من إجمالي الكلفة.
واحد من أسباب الازدحام في المدن الكبرى، غياب ثقافة تنظيم ساعات الذروة، حيث تتقارب أوقات العمل الصباحية والمسائية في القطاعات الحكومية والخاصة، ما يؤدي إلى ازدحام كبير، كل هذه بالتأكيد لها أثر في الاقتصاد، وتؤدي إلى خسائر في الإنتاجية وزيادة في كلف الحياة بأكملها.
[email protected]
0 تعليق