رمضان في مدينة وجدة.. عادات وتقاليد خاصة ونشاط استثنائي داخل الأسواق - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

يتميز رمضان في مدينة وجدة الألفية، بأجواء مفعمة بنفحات روحانية وأعمال التضامن وتقاليد عريقة تحرص ساكنة عاصمة جهة الشرق على إحيائها وترسيخها خاصة في هذا الشهر الفضيل.

ورغم تغير الزمان وتعاقب الأجيال، لاتزال هذه الأجواء الرمضانية سائدة داخل جميع الأسر، لتتعزز معها أواصر الألفة والمحبة وقيم الكرم والعطاء.

وتبدأ العائلات الوجدية استعداداتها لهذا الشهر الفضيل في النصف الثاني من شعبان، من خلال اقتناء المتطلبات الضرورية لإعداد أشهر الأطباق الرمضانية، وأيضا من خلال الاستعداد للقيام بأنشطة اجتماعية تعكس قيم التضامن والتعاضد التي تطبع هذا الشهر الكريم.

كما تشهد أسواق ومحلات المدينة، التي امتلأت بالبضائع، نشاطا استثنائيا، قبل أيام من حلول شهر الصيام، حيث يقصدها الناس للتزود بكل ما يحتاجونه من فواكه مجففة مختلفة وتوابل وغيرها من المستلزمات.

ويظل سوق باب سيدي عبد الوهاب من أكثر الأماكن شعبية، والذي يشهد حركية دؤوبة وإقبالا كبيرا من قبل الساكنة المحلية.

وإذا كانت الأجواء الروحية من السمات المشتركة بين مدن المملكة المختلفة خلال شهر رمضان، فإن العادات، وخاصة الغذائية، تختلف من مدينة إلى أخرى، تبعا لعوامل جغرافية أو ثقافية أو تراثية.

وفي هذا الصدد، تتميز جهة الشرق وعاصمتها وجدة ببعض العادات الغذائية والتقاليد المطبخية الخاصة بها، والتي تشكل جزءا من تراث ثقافي وحضاري يتم توارثه والحفاظ عليه جيلا بعد جيل.

وتعتبر الحلويات التقليدية، مثل “المقروط”، و”الزلابية”، و”الكعك”، و”سلو”، من بين الأطباق التي تؤثث موائد الأسر الوجدية خلال شهر رمضان، حيث تفضل بعض العائلات تحضيرها داخل البيت، والبعض الآخر يقتنيها من المخابز أو المتاجر.

ويعد “المقروط”، حسب رأي العديد من ساكنة وجدة، على رأس الحلويات المعسلة التي تزين مائدة رمضان، مع تقديم “الكعك” مع الشاي بعد صلاة التراويح، مرفوقا بـ”السلو” أو حتى “الزميطة” التي تعتبر من الأطباق المفضلة، لكونها تساعد على مقاومة العطش خلال فترة الصيام.

وتبقى الحلويات، التي تعد من تقاليد الطهي المتجذرة ذات الأهمية الرمزية، ويتم إعدادها على مدار السنة، من الأطباق التي يكثر الطلب عليها عشية رمضان وخلال هذا الشهر الفضيل من قبل ساكنة وجدة وأيضا من قبل ساكنة المناطق الأخرى من المملكة.

كما أن قيم التضامن والتعاون والتكافل تضل حاضرة خلال الشهر الفضيل بمدينة وجدة، من خلال القيام بأعمال خيرية مختلفة، خاصة بإقامة خيام تقدم فيها وجبات الإفطار مجانا للمحتاجين والأيتام والأسر المعوزة.

ويجسد هذا الفعل الخيري الذي يحرص على ترسيخه العديد من المحسنين والجمعيات الخيرية بالمدينة، بامتياز روح التضامن والتآزر التي يسعى أهل وجدة إلى الحفاظ عليها خلال هذا الشهر المبارك، بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية

وعلاوة على ذلك، يولي سكان وجدة أهمية كبيرة للجانب التعبدي في شهر رمضان المبارك، لاسيما من خلال الحرص على إقامة الصلوات في المساجد، خاصة صلاة العشاء والتراويح، فضلا عن تبادل الزيارات بين العائلات والأصدقاء، وتقاسم وجبة الإفطار.

ويظل الجانب الثقافي حاضرا ضمن أجواء رمضان، إذ تستمتع الساكنة الوجدية بأمسيات السماع والمديح المنظمة في الفضاءات العامة، فضلا عن مسابقات لحفظ القرآن الكريم وترتيله.

من جهة أخرى، يتميز أيضا شهر رمضان في هذه الجهة من المملكة، بالتعبئة الشاملة للسلطات المحلية والجهوية لضمان تموين كاف من المواد الأساسية ومحاربة جميع أشكال المضاربة والاحتكار والتخزين السري للحفاظ على القدرة الشرائية للأسر.

وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن تنظيم مداومة طيلة الشهر الفضيل لتلقي شكايات المستهلكين في حالة وجود تجاوزات في الأسعار أو في جودة المنتجات.

والأكيد أن العادات والتقاليد في جهة الشرق، بشكل عام، وبمدينة وجدة الألفية، بشكل خاص، والتي تم الحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى آخر، تعكس جانبا من التقاليد المغربية المتأصلة في رمضان، مما يدل على المكانة التي يحظى بهذا الشهر الكريم من لدن جميع المغاربة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق