«ساي تيك ديلي»
يعد المحيط الهادئ أكبر محيط في العالم، و يلعب دوراً حيوياً في التحكم في أنماط المناخ الإقليمية والعالمية، بما في ذلك ظواهر مثل الـ«نينيو»، وفي السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في مراقبة تغييرات غير عادية في تيارات المحيطات العليا وتحديداً من خلال هذا المحيط، ما أثار تساؤلات حول التأثيرات المستقبلية لهذه التغيرات على مناخ الأرض.
والنينو ظاهرة مناخية تتسم بتغيرات كبيرة في درجة حرارة المياه في المحيط الهادئ الاستوائي، والتي تؤثر بشكل كبير في أنماط الطقس والمناخ في مناطق واسعة من العالم، وتنشأ عندما ترتفع درجة حرارة سطح مياه المحيط الهادئ المركزي والشرقي بشكل غير طبيعي، ما يؤدي إلى تغييرات في أنماط الرياح والضغط الجوي.
كشفت دراسة حديثة عن تسارع ملحوظ في دوران المحيطات العليا في المحيط الهادئ الاستوائي خلال العقود الثلاثة الماضية، ويعد هذا التسارع نتيجة رئيسية للرياح الجوية المكثفة التي أدت إلى تغيرات كبيرة في تيارات المحيطات، التي قد يكون لها تأثيرات بعيدة المدى على أنماط الطقس والمناخ في العديد من أنحاء العالم.
وركزت الدراسة على جمع وتحليل ثلاثين عاماً من البيانات المتعلقة بالمحيطات والغلاف الجوي باستخدام الأقمار الصناعية والعوامات المتخصصة في رصد المحيطات، من خلال دمج بيانات الرياح وقياس ارتفاع سطح البحر بدقة عالية، وتمكن الباحثون من تقديم تحليل شامل لتيارات المحيطات العليا، ورصد التغيرات طويلة المدى في دوران المحيط الهادئ الاستوائي.
وتوصلت الدراسة إلى أن الرياح القوية عبر المحيط الهادئ الاستوائي، أسفرت عن تسارع ملحوظ في التيارات المحيطية القريبة من السطح، وهذه التيارات تسارعت نحو الغرب بنسبة 20% في وسط المحيط الهادئ الاستوائي، كما لوحظ تسارع في التيارات القطبية شمال وجنوب خط الاستواء، بنسبة 60% في التيارات الشمالية و20% في التيارات الجنوبية.
0 تعليق