يقدم كتاب «المتلقي المذعن» للأكاديمي والباحث الأردني زياد صالـح الزعبي قراءة ناقدة لعدد مــن النصـوص وطروحاتها وأفكارها، منها ما يمثل مرجعية يصعب التشكيك فيها أو محاورتها أو نقضها.
وجاء الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» مؤخراً، في 6 فصول، ناقش الفصل الأول «المتلقي المذعن عند حازم القرطاجني»، وفيه يرى الباحث أن المتلقي يحتل بوصفه هدفاً لفعل الشعر مكانة محورية في النظرية الشعرية عند القرطاجني الذي أقام نظريته في التأثير الشعري على فاعلية التخييل السيكولوجية المؤسَّسة على جدل العلاقة بين النّص الشعري المخيل ومتلقيه.
أما الفصل الثاني فخصصه الزعبي للسيميائية وناقش فيه آراء «دي سوسير» التي غدت تصوراً ونظراً مرجعيّاً تقبّله الباحثون في الثقافة الغربية، واستلمه الباحثون العرب تقبُّلَ إذعانٍ في معظم الأحيان، وذهبوا إلى بناء رؤاهم حول الأسلوبية والبنيوية والسيميائية استناداً إلى إعجاب وتصديق مطلق لما قرأوا، وهو فعلٌ ثبت من خلال المراجعة العلمية أنه لا يصمد أمام قراءة ناقدة مسائلة.
وخُصص الثالث لمصطلح «الخطاب» الذي يمثل نموذجاً آخر للاستقبال غير الخاضع للمساءلة التي تُجاوز القبولَ إلى المحاورة الفعالة التي تضع القراءة في سياقات ثقافية متعددة، وتكشف عن عناصر التوافق والتفارق بين التصورات النظرية وأشكال التطبيقات العملية في إطارين لغويين وثقافيين مختلفين، ما يدفع القارئ إلى مسارات متعددة في الرؤية تنأى به عن القبول المستسلم لما يمتلك، أو للوافد الذي يمثل مرجعية غير قابلة للنقض أو المحاورة.
وانشغل الرابع بفكرة تناسل النصوص، في إطار الشعر والنصوص النقدية العربية التي وقفت على هذه الظاهرة وبحثتها قي سياقات متعددة، منها ما تم في إطار التوليد وإعادة الصياغة والبناء، وحل المنظوم ونظم المحلول، وكذلك في سياق الاهتمام الواسع بقضية السرقات.
وركز الخامس على مصادر ابن خلدون النقدية ومحاورتها من جانبين: الأول يمثل الشخصية الفكرية المتفوقة التي يمثلها ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، والثاني يكشف عن المصادر التي اعتمد عليها في بناء رؤاه في العمران البشري وعلم الاجتماع واللغات والنقد.
أما الفصل الأخير فناقش مصطلح «التخلص» في النقد العربي، وقدم قراءة تفصيلية للمصطلح وتطبيقاته التي ترتبط ببنية القصيدة ومحاولة إيجاد شكل من أشكال الوحدة بين أجزائها.
0 تعليق