أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني، خلال لقائه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق، أمس الأحد، أن تركيا كانت داعمة للشعب السوري ووقفت بجانبه، وأن دمشق ستبني علاقات استراتيجية مع أنقرة، فيما توافق الجانبان على حل جميع الفصائل المسلحة بما فيها الكردية وتسليم سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى بحث الأوضاع الأمنية والاقتصادية، حيث طالب الجانبان برفع العقوبات المفروضة على سوريا، كما تعهد الشرع، خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، بأن سوريا لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور.
وقال الشرع في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق: «جرى نقاش مطول بيننا وبين وزير الخارجية، حول الأوضاع والتحديات المستقبلية، منها التحديات الأمنية والاقتصادية، وأيضاً شكل المستقبل السياسي، والعلاقة مع دول الجوار وتقوية الحكومة وفي الجانب العسكري وجعل السلاح في يد الدولة حصراً»، وأضاف: «أبدى الوزير جاهزية تركيا لمساعدة سوريا للنهوض من جديد، خاصة وأن البلاد كانت مدمرة في عهد النظام السابق»، مشيراً إلى أن «تركيا وقفت مع الشعب السوري، وإن شاء الله سنبني علاقات استراتيجية مع تركيا».
ومن جانبه، قال فيدان: «نأمل أن يدعم المجتمع الدولي، وخاصة العالم العربي أن يكون على تواصل مع الإدارة السورية الجديدة، ولا يمكن أن نتردد في حماية وحدة الأراضي السورية».
وأضاف: «أكدنا على أنه لا يوجد للتنظيمات المسلحة مثل الوحدات الكردية أي مكان في مستقبل سوريا، وأكدنا على محاربة التنظيمات الإرهابية، كما ندعم محاربة «داعش»، لن نسمح لأي تنظيم إرهابي بأن يستمر في سوريا».
وشدد على أن «إسرائيل يجب أن تحترم وحدة الأراضي السورية، وأن تكفّ عن الاعتداءات التي تقوم بها، ويجب أن تكون ردة فعل على ما تقوم به إسرائيل»، وأشار إلى أن «الحرب على داعش لها مهمة واحدة فقط وهي إبقاء سجناء التنظيم في السجون، وهذا هو كل شيء»، وأكد فيدان أيضاً أن «هيئة تحرير الشام»، كان لها «تعاون ممتاز» مع أنقرة في المعركة ضد تنظيمي داعش والقاعدة في الماضي من خلال تبادل المعلومات المخابراتية. وأوضح أيضاً أن تركيا لا تؤيد بقاء أي قواعد أجنبية، بما في ذلك القواعد الروسية، في سوريا، لكن الاختيار يعود للشعب السوري، وكان فيدان قال أمس الأول السبت: إن تركيا ستفعل «كل ما يلزم» لضمان أمنها إذا لم تتمكن الإدارة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة بشأن الجماعات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، أكد الشرع، خلال لقائه الوفد الدرزي اللبناني أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني»، وأضاف: إن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع»، مشيراً إلى أنها «كانت مصدر قلق وإزعاج» في لبنان، وشدد على أن لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة استراتيجية وثيقة بين البلدين، وجنبلاط الذي وصل إلى دمشق، أمس الأحد، على رأس وفد كبير يضم نجله تيمور ونواباً من كتلته البرلمانية ورجال دين دروزاً، هو أول زعيم لبناني يلتقي برئيس القيادة السورية الجديد. وجرى اللقاء في القصر الرئاسي مع أحمد الشرع الذي ظهر للمرة الأولى مرتدياً بدلة وربطة عنق.
في غضون ذلك، كشف النقاب عن أن أحمد الشرع (الجولاني) كان قد التقى نائب الرئيس السابق فاروق الشرع الذي أبعِد عن المشهد السياسي في الأعوام الأخيرة من حكم الرئيس السابق بشار الأسد، ودعاه لحضور مؤتمر حوار وطني، وفق ما ذكر قريب للمسؤول السابق أمس الأحد. وقال مروان الشرع، وهو ابن عم فاروق، لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي «منذ الأيام الأولي لدخول أحمد الشرع إلى دمشق، زار فاروق الشرع في مكان إقامته في إحدى ضواحي دمشق، ووجّه له دعوة لحضور مؤتمر وطني سيعقد قريباً».
وأضاف «قابل ابن عمي الأستاذ فاروق الدعوة بالقبول وبصدر رحب، وللصدفة فإن آخر ظهور علني لابن عمي كان في مؤتمر الحوار الوطني في فندق صحارى عام 2011، وأول ظهور علني له بعد ذلك سيكون في مؤتمر الحوار الوطني المقبل». (وكالات)
0 تعليق