توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بمزيد من «الدمار» عقب هجوم أوكراني مكثف بالطائرات المسيّرة استهدف وسط روسيا، في حين أعلن الجيش الروسي السيطرة على قريتين جديدتين في الشرق، وإسقاط 42 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عضوية بلاده في حلف الناتو «قابلة للتحقق»، رغم التحديات التي تواجهها.
وتوعّد بوتين بإلحاق مزيد من «الدمار» بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجاً سكنياً في مدينة قازان، واتهمت موسكو كييف بالوقوف خلف هجوم السبت الذي أصاب مبنى شاهقاً في المدينة الواقعة على نحو ألف كيلومتر من الحدود الروسية الأوكرانية، وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مسيّرة واحدة على الأقل ترتطم بالمبنى الزجاجي الفخم، ما تسبب باندلاع كرة لهب ضخمة، ولم تعلن السلطات سقوط ضحايا.
وقال بوتين في كلمة متلفزة «أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دماراً مضاعفاً، وسيندمون على ما يحاولون القيام به في بلادنا»، وكان بوتين يتوجه بالكلام إلى رئيس جمهورية تتارستان حيث تقع قازان، وذلك عبر تقنية الاتصال بالفيديو خلال حفل تدشين طريق.
في المقابل، صرّح زيلينسكي خلال اجتماع مع دبلوماسيين أوكرانيين في كييف، قائلاً: «ندرك جميعاً أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وعضويتها لا يمكن أن تتم سوى بقرار سياسي، عضوية أوكرانيا في الحلف أمر قابل للتحقق، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا إذا خضنا معركة على جميع المستويات الضرورية».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد أنها سيطرت على قريتي لوزوفا في شمال شرق منطقة خاركيف وكراسنوي (المسماة سونتسيفا في أوكرانيا)، القريبتين من مدينة كوراخوفي في منطقة دونيتسك، وأكدت الوزارة أن قوات موسكو تطوق المدينة بشكل شبه كامل، مما يجعل سقوطها مكسباً استراتيجياً مهماً في إطار محاولاتها للسيطرة على كامل دونيتسك.
وسعت روسيا لتحقيق مكاسب ميدانية متسارعة في شرق أوكرانيا خلال الأشهر الماضية، وذلك قبل تسلّم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهماته رسمياً في 20 كانون الثاني/يناير المقبل. وأشارت موسكو إلى أن قواتها سيطرت على أكثر من 190 تجمعاً سكانياً أوكرانياً خلال هذا العام، مستغلة معاناة القوات الأوكرانية بسبب نقص الذخيرة والعديد.
في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني أمس الأحد أن دفاعاته الجوية تمكنت من إسقاط 52 طائرة مسيرة من أصل 103 أطلقتها روسيا الليلة قبل الماضية، بينما فقد أثر 44 مسيرة أخرى، وأشار إلى أن إحدى المسيّرات غادرت المجال الجوي الأوكراني إلى روسيا البيضاء، دون تقديم معلومات إضافية عن مصير البقية.
وشهدت روسيا سلسلة حوادث إشعال حرائق متعمدة استهدفت مصارف ومراكز تسوق ومكاتب البريد ومبانٍ حكومية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب وسائل إعلام روسية. هذه التطورات تزيد من تعقيد المشهد الداخلي الروسي، في وقت يشهد فيه النزاع بين البلدين تصعيداً غير مسبوق. (وكالات)