استهدف الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، ما أحدث أضراراً جسيمة طالت أقسام الأطفال والعناية المركزة، فيما يحاول رجال الإسعاف إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بالتوازي مع اتساع حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، واستمرار القصف والغارات في أنحاء غزة.
وفي اليوم 443 للحرب العدوانية، دمّر الجيش الإسرائيلي مولدات الكهرباء واستهدف خزان الوقود في مستشفى كمال عدوان، ما يهدد حياة 150 مريضاً بينهم أطفال حديثو الولادة، بعد انقطاع الكهرباء واعتزام الجيش الإسرائيلي إخلاء المنطقة ضمن خطته لإبادة شمال غزة. وطوال ساعات أمس، حاول مسعفون البحث عن طريقة لإجلاء مئات المرضى والموظفين بأمان، بعد أن أمرت إسرائيل بإغلاق وإخلاء المستشفى، الذي لا يزال يعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة.
وقال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، في رسالة نصية، إن الامتثال لأمر الإغلاق «شبه مستحيل»، بسبب نقص سيارات الإسعاف اللازمة لنقل المرضى.
وأضاف: «لدينا حالياً ما يقرب من 400 مدني داخل المستشفى، بمن في ذلك الأطفال في وحدة حديثي الولادة، الذين تعتمد حياتهم على الأكسجين والحاضنات. لا يمكننا إجلاء هؤلاء المرضى بأمان دون المساعدة والمعدات والوقت». وأشار إلى أنه أرسل رسالته «تحت القصف الشديد والاستهداف المباشر لخزانات الوقود، والتي إذا أصيبت، ستتسبب في انفجار كبير وإصابات جماعية للمدنيين في الداخل».
والمستشفى هو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي تحاصرها إسرائيل منذ 3 أشهر تقريباً، في واحدة من أكثر العمليات قسوة في الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.
وقال أبو صفية إن الجيش الإسرائيلي أمر بإجلاء المرضى والموظفين إلى مستشفى آخر، حيث الظروف أسوأ. وأظهرت صور من داخل المستشفى تكدس المرضى على أسرة في الممرات لإبعادهم عن النوافذ.
ومع تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة، وزّع جيش الاحتلال منشورات على سكان جباليا تحمل تهديدات مباشرة، تحذر من البقاء في المنطقة، وتدعوهم إلى الإخلاء الفوري ومغادرة منازلهم، في خطوة تأتي ضمن سياسة التهجير القسري التي يستخدمها الاحتلال لتفريغ المناطق الشمالية من سكانها.
وبموازاة ذلك، لقي 37 فلسطينياً، أغلبهم من النساء والأطفال، حتفهم أمس الأحد جراء القصف والغارات الإسرائيلية التي ارتكبت 4 مجازر، خلال 24 ساعة، خلفت أيضاً 54 مصاباً. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 45259 قتيلاً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023. كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 107627، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وقال مسعفون إن ثمانية، بعضهم أطفال، قتلوا في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة. كما قتل أربعة فلسطينيين عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية إحدى السيارات. وقتل 12 فلسطينياً على الأقل في غارات جوية على رفح وخان يونس جنوب القطاع والنصيرات والبريج وسط قطاع غزة.(وكالات)
0 تعليق