بيت لحم - أ ف ب
تجمّع المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، الثلاثاء، لإحياء عيد الميلاد، وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي، في ظل الحرب المستعرة في غزة.
وللسنة الثانية، لم توضع أي زينة في المكان، في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون إلى بيت لحم في أعياد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عام.
وفي ساحة المهد، كسرت مجموعة من الكشافة الصمت الذي ساد خلال الصباح. وكُتب على لافتة حملها أحدهم: «يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا» و«أوقفوا الإبادة في غزة الآن». وقتل في العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ العام الماضي، 45338 شخصاً، بحسب أرقام رسمية.
وتضاء عادة شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي.
ويقول رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان: «هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني، ونُظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني بسبب الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني الظلم». لكن الصلوات، بما فيها قداس منتصف الليل الذي تعرف به الكنيسة، ستقام بحضور بطريرك اللاتين للكنيسة الكاثوليكية. إلا أن الاحتفالات سترتدي طابعاً دينياً بخلاف الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة في الماضي.
ورغم الأجواء الكئيبة، يجد بعض مسيحيي «الأراضي المقدسة» البالغ عددهم حوالي 185 ألفاً في إسرائيل، و47 ألفاً في الأراضي الفلسطينية، ملاذاً في الصلاة.
ويقول سلمان: «عيد الميلاد هو عيد الإيمان نصلي ونطلب من الله أن ينهي معاناتنا».
وأما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوجّه رسالة إلى المسيحيين حول العالم شكرهم فيها على دعمهم إسرائيل. وقال: «وقفتم إلى جانبنا بصمود وبشكل دائم وبقوة».
مسيحيو سوريا
وأما في سوريا، فتظاهر المئات في العاصمة دمشق، احتجاجاً على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية بمحافظة حماة.
وذكرت وسائل إعلام سورية، أن مسلحين أجانب أحرقوا الشجرة. وتعهّدت القيادة الجديدة في سوريا حماية الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيون.
يوبيل 2025
وفي ألمانيا، خيّم هجوم دموي استهدف سوقاً لعيد الميلاد على الأجواء، ودفع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير لتوجيه نداء لوحدة البلاد.
وقتل في الهجوم الذي وقع الجمعة في ماغديبورغ، خمسة أشخاص، وأصيب أكثر من 200 جريح.
وقال شتاينماير: «الكثير منكم سيكون حزيناً خلال فترة عيد الميلاد. يجب ألا تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. يجب ألا تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا!».
من جانبه، سيطلق البابا فرنسيس الثلاثاء سنة 2025 اليوبيلية في الكنيسة الكاثوليكية التي يتوقع خلالها أن يأتي أكثر من 30 مليون مصل إلى روما.
وسترفع سنة 2025 اليوبيلية شعار «حجاج الرجاء»، فيما يتوقع بأن يدعو البابا الأرجنتيني إلى السلام في عالم يشهد نزاعات، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
0 تعليق