شهدت مناطق الشمال السوري، أمس الاثنين، تصعيداً عسكرياً كبيراً، وأعلن الطيران السوري والروسي القضاء على عشرات الإرهابيين خلال الساعات الماضية، وقال الجيش السوري: إن قواته تتحرك على عدة جبهات في أرياف حلب وحماة وإدلب لمحاصرة الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بشكل كامل وإنشاء نقاط جديدة استعداداً للهجوم المقبل، بالتزامن مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق الصراع، بينما قالت الأمم المتحدة: إن الوضع الإنساني في شمال سوريا يثير القلق في ظل تقارير عن نقص الخبز وانقطاع الكهرباء.
وأعلن مصدر عسكري أن الطيران السوري الروسي المشترك قضى على عشرات الإرهابيين في أرياف حماة وإدلب، قالت القوات المسلحة السورية: إنها قتلت أكثر من 400 مسلح في ريفي حلب وحماة خلال 24 ساعة، وذلك في عمليات مشتركة مع القوات الروسية، كما شن الطيران السوري-الروسي المشترك ضربات متتالية على تجمعات من المسلحين على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي، موقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
في الأثناء، قالت الفصائل المسلحة: إنها استولت على مناطق جديدة في ريفي حماة وحلب الشرقي، بينما قالت مصادر محلية: إن المضادات الأرضية السورية تصدت لعدة مسيرات في أجواء مدينة حمص.
وأفادت صحيفة «الوطن» السورية نقلاً عن مصدر عسكري بأن الدفاعات الجوية «أسقطت طائرة مسيرة معادية مع ذخيرتها أطلقتها الجماعات الإرهابية المسلحة باتجاه بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي». وأكد الجيش السوري أن عملياته ضد الجماعات المسلحة قائمة بكل نجاح وسيتم قريباً الانتقال إلى الهجوم المعاكس لاستعادة جميع المناطق حتى تحريرها من الإرهاب.
من جانبها، نفت السفارة الروسية في دمشق تصريحاً منسوباً لوزارة الخارجية الروسية حول خروج الوضع في سوريا عن سيطرة الحكومة.
وتداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً لوزارة الخارجية الروسية زعم بأنها أعلنت فيه أن «الوضع في سوريا خرج عن السيطرة وأن هناك انهيارات قادمة قد تصل إلى دمشق خلال الساعات المقبلة».
وقالت السفارة، في بيان: «تؤكد السفارة الروسية بدمشق أن مثل هذه المعلومات المنشورة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي مفبركة وليست صحيحة، ندعوكم لمتابعة المصادر الرسمية فقط».
إلى ذلك، صرحت مصادر محلية، أمس الاثنين، بأن قوات «وحدات حماية الشعب الكردية» وعائلات كردية بدأت الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب بموجب اتفاق مع الفصائل المسلحة القادمة من إدلب.
وذكر المصدران لوكالة «رويترز»، أن الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرقي سوريا تحت سيطرة الأكراد.
وكان القائد العام ل«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، قد صرح في وقت سابق أمس بأن ما وصفها بأنها «فصائل إدلب» قطعت ممراً إنسانياً حاولت «قسد» فتحه بين مناطقها في شمال شرقي سوريا وبين حلب ومنطقة تل رفعت والشهباء، مؤكداً استمرارهم في محاولة إخراج السكان بأمان.
وأضاف عبدي، على منصة «إكس»: أن قوات «قسد» واجهت هجمات مكثفة من عدة جهات مع انسحاب الجيش السوري من حلب، مما دعاها للتدخل و«فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر».
على صعيد آخر، قال ينس لايركه السكرتير الصحفي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إن الوضع في شمال غرب سوريا مثير للقلق، ونوه بأن المكتب يراقب الوضع هناك من كثب.
وأضاف: «في الواقع، الوضع في شمال غرب سوريا مثير للقلق ونحن نراقب من كثب هذا الوضع المضطرب»، وأشار إلى أنه وفقاً للمعطيات الميدانية المحدثة للمنظمة التي تم نشرها مساء 1 ديسمبر، أصبح وصول المساعدات الإنسانية وحركة المدنيين في حلب أكثر صعوبة بسبب تدهور الوضع.
وأكدت مصادر أممية وإغاثية أن الوضع الإنساني في مناطق الصراع في الشمال السوري زاد سوءاً إلى حد كبير، مشيرة إلى أن حلب وضواحيها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، وأن هناك نقصاً حاداً في مادة الخبر، خصوصاً بعد تزاحم سكان المدينة للحصول عليه خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية.
وكان المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة آدم عبد المولى قد حث، أمس الأول الأحد، على وقف فوري للأعمال العدائية في مدينة حلب شمال غربي سوريا، ودعا إلى الحوار بين الأطراف.
وجاء في بيان لعبد المولى أن التصعيد الأخير للأعمال العدائية في حلب أسفر عن خسارة مأساوية لأرواح المدنيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية وتعليق الخدمات الأساسية، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة. (وكالات)
0 تعليق