قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس السبت، إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون متورطة في الصراع السوري، في وقت دعت الدول الضامنة لمسار «أستانا» (روسيا وإيران وتركيا) إلى إنهاء القتال على الفور في سوريا والبدء بحوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة، فيما كشفت مصادر مواكبة، عن خريطة طريق تم تداولها لحل الأزمة السورية، بينما شدد وزير الخارجية الروسي على أن «هيئة تحرير الشام» منظمة إرهابية وسنحاربها بكل الطرق الممكنة، في حين نفت مصر والأردن بشدة مطالبة الرئيس بشار الأسد بمغادرة سوريا وتشكيل حكومة في المنفى.
كتب ترامب على حسابه بمنصة تروث سوشيال:«سوريا في حالة فوضى، لكنها ليست صديقتنا، ويجب ألا تكون للولايات المتحدة أي علاقة بها. هذه ليست معركتنا. دع الأمور تسير بطريقتها. لا تتدخلوا!».
من جهة أخرى، كشفت المصادر المواكبة عن تفاصيل خريطة طريق تم تدولها لحل الأزمة السورية. وتتضمن خريطة الطريق نقاطاً عدة أبرزها بدء تنفيذ القرار الأممي 2254، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا. وبموجب الخريطة، تنسحب جميع القوات إلى قواعدها، وتتولى وحدات شرطية مشتركة حماية المدن، كما تنسحب جميع القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية عام 2025. وتتولى روسيا وإيران وتركيا الإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار. كما ينص القرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت إشراف فريق من الأمم المتحدة والجامعة العربية، خلال شهر. وبناء على الخريطة المتداولة، يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مع نقل جزء كبير من صلاحياته إلى رئيس وزراء مستقل يتم الاتفاق عليه.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أنه لا يمكن السماح ل«إرهابيين» بالسيطرة على الأراضي في سوريا. وقال لافروف، عقب اجتماع الدول الثلاث الضامنة للمفاوضات وفق صيغة «أستانا» في الدوحة «من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءاً من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر في عام 2015) الذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها». وشدد على أن روسيا تساعد سوريا عسكرياً من خلال القاعدة العسكرية في حميميم ونقوم بالقضاء على الإرهابيين، وقال إن الجولاني على قائمة الإرهاب في روسيا، وعملنا ليس التنبؤ بما سيحدث ولكن عملنا هو عدم السماح للإرهابيين بالسيطرة والفوز. وحذر لافروف بأن دعوة روسيا وإيران وتركيا من الدوحة ينبغي أن تعيها الأطراف المتصارعة في سوريا وتستمع إليها جيداً. ولفت لافروف إلى أنه من الضروري فصل مسلحي جماعة «هيئة تحرير الشام» الإرهابية المحظورة في روسيا، عن المعارضة المعتدلة.
ومن جهته، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أهمية إجراء «حوار سياسي» بين الحكومة السورية والمعارضة. وكان عراقجي التقى في وقت سابق، أمس السبت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن إجراء مباحثات «صريحة للغاية ومباشرة» مع نظيره التركي هاكان فيدان، وذلك على هامش «منتدى الدوحة» الذي يقام في العاصمة القطرية.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أمس السبت إن الرئيس السوري بشار الأسد فشل في التواصل مع شعبه ومعالجة قضايا عدة خلال فترة الهدوء في الحرب الدائرة في البلاد، بينما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً أمس السبت نفت فيه المعلومات الواردة في تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، حول مطالبة مصر الرئيس السوري بشار الأسد بمغادرة سوريا. وقالت الخارجية المصرية في بيان «ننفي بشكل قاطع ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال بأن مسؤولين مصريين حثوا الرئيس السوري على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى». وأكد البيان «أن تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلاً، وتدعو مصر كافة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما يتم نشره من معلومات». كما نفت السفارة الأردنية في واشنطن ما تداولته صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير ادّعى أن مسؤولين أردنيين رفيعي المستوى حثّوا الرئيس الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة في المنفى.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان، أمس الأول الجمعة، ضرورة التوصل لحل سياسي في سوريا، ودعا إلى حماية المدنيين بمن فيهم أفراد الأقليات في سوريا.
إلى ذلك، قال وزير خارجية النرويج إن التوترات المتصاعدة في سوريا ليست مفاجئة وهي مرتبطة بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه لا يزال هناك وقت للحوار والتسوية السياسية في البلاد. (وكالات)
0 تعليق