تزايد الشفاء وتطوّر العلم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شـيماء المـرزوقي

في مواجهة الأورام السرطانية، يقف الإنسان اليوم أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى، مدعوماً بتطورات علمية مذهلة تعيد الأمل إلى النفوس التي كانت تعتبر هذا المرض، في الماضي، حُكماً نهائياً بالموت. السرطان، الذي كان يُنظر إليه باعتباره عدواً لا يمكن قهره، بات اليوم محل جهود مكثفة من قبل العلماء والأطباء، الذين يسابقون الزمن في البحث عن علاجات جديدة وطرق متطورة للكشف المبكر.
وفي عصرنا هذا حقق العلم قفزات نوعية، في فهم أسبابه، وكيفية حدوثه على مستوى الخلايا. وبتنا اليوم، نعلم أن التغيرات الجينية تلعب دوراً حاسماً في تطور هذا المرض. وبفضل تقنية تسلسل الجينات (genome sequencing)، أصبح الأطباء قادرين على تحديد التغيرات الجينية المحددة المرتبطة بأنواع معينة من السرطان، ما يتيح طرقاً أكثر دقة للعلاج، مثل العلاج الموجه، الذي يركز على استهداف الجينات والبروتينات المسؤولة عن نمو الورم.
ومن هنا ظهرت منجزات في علاجه، والتغلب عليه، من أبرز تلك الإنجازات العلمية ظهور العلاج المناعي، الذي يستخدم الجهاز المناعي للجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.
وقد أظهرت الدراسات أن بعض أنواع السرطان، مثل الميلانوما وسرطان الرئة، التي كانت تعتبر قاتلة، أصبحت قابلة للعلاج جزئياً أو كلياً بفضل العلاجات المناعية.
على سبيل المثال، دراسة نُشرت في مجلة نيتشر (Nature) أظهرت أن نسبة البقاء على قيد الحياة لمرضى الميلانوما المتقدمة ارتفعت إلى أكثر من 50% بعد استخدام العلاجات المناعية، وهي نسبة لم تكن متخيلة قبل سنوات قليلة.
أحد أهم المحاور في مكافحة السرطان، هو الكشف المبكر. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن إنقاذ آلاف الأرواح سنوياً إذا تم اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة. تقنيات التصوير المتقدمة، مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، إضافة إلى اختبارات الدم للكشف عن المؤشرات الحيوية المرتبطة بالسرطان، تسهم في اكتشاف المرض قبل أن يتمكن من الانتشار.
ويواصل العلماء البحث عن طرق جديدة وأكثر فاعلية لعلاج السرطان، ليبقى الأمل مستمراً، والعلم مستمراً، والإنسان في صراع دائم مع هذا العدو، ولكن كل يوم يمر يضيف إلى رصيدنا إنجازاً جديداً في هذا الطريق الطويل.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق