في المحتوى الذي يداهمنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يومياً تجد الكثير من محاولات الاحتيال التي تبدأ بأسعار غير حقيقية أو واقعية مقرونة ببضائع أو خدمات يسيل لها لعاب كثيرين ممن لا يعملون العقل ولا يمحّصون ولا يتدبّرون في الأسباب فينطلقون للحصول على تلك الفرصة التي يظنون أنها قد لا تتكرر ليجدوا خلفها محتالاً متمرساً يسعى للخروج منك بأي فائدة.
سيارات فارهة موجودة في معرض شهير، معروضة بأقل من ثلث سعرها والمتحدث يشعرك أنه صاحب المعرض يتحدث أمام المركبات ويصورها من مختلف الجوانب عارضاً التفاصيل ورقم الهاتف وعندما تتصل للاستفسار يجيب على مخاوفك بكل احترافية بعد أن جهز كل الحيثيات التي تقنعك ليطالبك بإرسال عربون فوري كي يحجز السيارة (اللقطة) التي اتصل الكثيرون وأكدوا حضورهم لشرائها.
سيناريو يتكرر يومياً يشمل مختلف البضائع والسلع والخدمات ويتسم بدرجة عالية من التزييف والاحترافية ويركز على استثمار سلوك واحد يصيبك عندما ترى تلك الشراك التي جهزت لك وهو التسرع وعدم إعمال العقل والتفكير بروية وحرصك على الحصول على تلك الفرصة الوهمية قبل أن يحصدها غيرك فتسارع إلى المغامرة بتحويل مبلغ مالي تعتقد أنه بسيط مقارنة بالسعر النهائي هو في الحقيقة هدف المحتال الذي يجمعه منك ومن غيرك يومياً ليختفي ولا تجد له أثراً.
الاحتيال الإلكتروني، وفي عصر التطور والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بات أحد أشهر أنواع الجرائم الإلكترونية انتشاراً، التي زاد تأثيرها السلبي وضررها في السنوات القليلة الماضية، نظراً إلى تزايد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مع تعدد أساليب ومجالات جرائم الاحتيال، بسبب ازدياد أعداد الأشخاص على الإنترنت، وتداخلها في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية إضافة إلى افتقاد الكثير من المستخدمين للثقافة التقنية والقانونية والحذر والتفكر عند مرورهم بتلك المواقف غير الطبيعية التي تظهر فيها حبكة الاحتيال واضحة جلية لكنها تتوارى خلف تسرعهم للحصول عليها.
تحذيرات لا تتوقف يطلقها مجلس الأمن السيبراني يوجه الجمهور خلالها من أجل التحقق من موثوقية المتاجر الإلكترونية قبل التسوق، وتجنّب الروابط المشبوهة بعدم الضغط عليها، والحذر من العروض التي تبدو مغرية بشكل مبالغ فيه وغير معقول، وتخصيص بطاقة بنكيّة للاستخدام في التسوّق عبر «الإنترنت».
الحماس وسرعة اتخاذ القرار في تلك المواقف أمر غير محمود يعرضك للوقوع في شراك المحتالين فلا تتسرع وتفكّر وتدبّر فليس كل ما يلمع ذهباً!!

[email protected]