في خطوة مفاجئة تعكس تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه المساعدات الخارجية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، توليه شخصياً رئاسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، بهدف إنهاء ما وصفه بـ"العصيان" على أجندة الرئيس دونالد ترمب.

وخلال زيارته إلى السلفادور، أكد روبيو للصحفيين: "أنا القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، مشيرًا إلى أنه فوض أحد الموظفين بتسيير الشؤون اليومية للهيئة، بينما سيتولى بنفسه إعادة هيكلة استراتيجيتها بما يتماشى مع الأجندة الوطنية.

صدام مع الوكالة واستياء من تمردها

اتهم روبيو الوكالة بأنها "تتصرف ككيان مستقل غير حكومي"، مشيرًا إلى أن العديد من برامجها تتعارض مع استراتيجية الأمن القومي الأمريكية. وأوضح أن المسؤولين في الوكالة فشلوا في تقديم إجابات واضحة حول تمويلها وأولوياتها، مما استدعى إجراء تغييرات جذرية.

وقال روبيو: "هذا المستوى من العصيان يجعل أي مراجعة جادة للوكالة أمرًا مستحيلاً... هذا الوضع سيتوقف وسينتهي".

إغلاق المقر الرئيسي ووقف مئات البرامج

تزامن هذا الإعلان مع إغلاق مقر الوكالة في واشنطن، بعد ساعات من إعلان إيلون ماسك أن الرئيس ترمب وافق على إغلاق الوكالة بالكامل.

وأدى هذا القرار إلى تجميد مئات البرامج التي تشمل مساعدات بمليارات الدولارات حول العالم، بعد أن أمر ترامب بتجميد معظم المساعدات الخارجية للتأكد من توافقها مع سياسة "أمريكا أولًا".

جدل حول مصير المساعدات الأمريكية

يأتي هذا القرار وسط حالة من الفوضى داخل الوكالة، حيث مُنح العشرات من الموظفين إجازة إجبارية، بينما حاول مسؤولون من وزارة الكفاءة الحكومية، التي يقودها ماسك، الوصول إلى وثائق حساسة تتعلق بأنشطتها.

وفي بث مباشر، وصف ماسك الوكالة بأنها "مؤسسة لا يمكن إصلاحها"، مؤكدًا أن الرئيس ترمب وافق على إغلاقها بالكامل، وهو ما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على المساعدات الدولية، لا سيما أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح منفرد في العالم، حيث أنفقت في 2023 نحو 72 مليار دولار على مشاريع إنسانية وتنموية، وقدمت 42% من جميع المساعدات الإنسانية التي رصدتها الأمم المتحدة لعام 2024.