أبو طير: الاحتلال لا يريد حماس ولا السلطة ويسعى لتكسير الهوية الفلسطينية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
أبو طير: المراهنة في الدرجة الأولى تأتي على صبر الفلسطينيين وإدراكهم أن أي شخص سيغادر أرضه لن يعود

قال الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير إن المرحلة المقبلة على المنطقة صعبة جدا، لا سيما بعد أن عاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهيو من الولايات المتحدة الأمريكية بحزمة كاملة وضوء أخضر لشكل المنطقة بما فيه الملف الإيراني واحتلال مساحات جديدة في سوريا إضافة إلى احتلال مساحات إضافية في لبنان بهدف تهجير الفلسطينيين.

وبين في حديث عبر برنامج "حلوة يا دنيا" الذي يعرض على شاشة "رؤيا" أن الاحتلال يحتاج إلى حاضنات للجوء في أكثر من أربع دول حيث أن الأمر لا يقف عند حدود الأردن.

وذكر أن الاحتلال يعمل بشكل براغماتي، مشيرا إلى أن الغاية من محاولات نسف إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة رغم حاجتهم للحصول على بقية المحتجزين في القطاع، يأتي بسبب اليوم التالي للحرب والسر هنا يعني "انتهاء الصفقة".


وذكر أن الاحتلال لا يريد وجود حماس داخل قطاع غزة، فيما الولايات المتحدة ترفع السقف إلى أعلى درجة والمتمثلة بـ"التهجير" بهدف الضغط على الأردن ومصر ليقوما بإدارة قطاع غزة والضفة الغربية بعد رفضهما التهجير، حسب حديثه.

وأوضح أن الغاية الأمريكية تتمثل في استهداف مصر بملف غزة واستهداف الأردن لإدارة ما وصفه "المجاميع السكانية" في الضفة الغربية، حيث يسعى الاحتلال إلى تكسير الهوية الفلسطينية وجعلهم مجرد "تجمعات سكانية" تحتاج إلى إدارة.

وبين أن الخطر يكمن في تخيير الأردن في قبول التهجير القسري أو الناعم من الضفة الغربية أو الإشراف على إدارة التجمعات السكانية للفلسطينيين الذين سيتم جمعهم وحصرهم في أماكن محددة.

واعتقد أبو طير أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الضغط على الأردن ومصر، قائلا إن الغاية من هذا الضغط تهدف إلى تحقيق سيناريو بديل يتمثل بـ:

خروج حماس كليا من قطاع غزة السطوة على مساحات واسعة من قطاع غزة

وذكر أن الهدف من الإجرام "الإسرائيلي" في قطاع غزة جاء للحصول على الكنز الاستراتيجي لحقول الغاز والنفط الموجودة على شواطئ القطاع والتي تبعد نحو ٣٦ كيلو متر عن الشواطئ.

وبين أن الأمر يختلط بين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، ومن سيدفع الثمن هم "الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن الدول المجاورة لفلسطين مجدولة على ذات الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، وفق حديثه.

دولة فلسطينية بلا تفاصيل

أبو طير أفاد أن الصياغات العربية المطالبة بدولة فلسطينية غدت صياغات مفتوحة وغير محددة المعالم، فيما كانت ذات المطالبات سابقا توضح أن المطالب تأتي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الكلام الذي يتردد اليوم يوجد به تلاعب في وعي الجماهير، مستندا في حديثه إلى أن الأمر بدأ بدولة فلسطينية عاصمتها القدس ومن ثم أصبحت القدس الشرقية، بينما اليوم لا يشار إلى أي من ذلك.

وقال إنه منذ ثلاثينيات القرن الماضي كان لدى الاحتلال 6 مشاريع لتهجير سكان قطاع غزة إلى شمالي سيناء إلا أنها فشلت في ظل صمود أهالي القطاع.

وأكد أن المراهنة في الدرجة الأولى تأتي على صبر الفلسطينيين وإدراكهم أن أي شخص سيغادر أرضه لن يعود.

دعم صمود الفلسطينيين

وأضاف أن السبيل لدعم صمود الفلسطينيين يكون في تقويتهم على أرضهم، إلا أن المساعدات الدولية بدأت بالانخفاض والغاية من ذلك تتمثل في خلق بيئة في غاية السوء بقطاع غزة لدفع الناس على الهجرة.

وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور دول تعلن قبولها استضافت الفلسطينيين المغادرين أرضهم طوعا، مؤكدا أن الفلسطيني وإن كان عظيما إلا أنه في النهاية إنسانا يخشى على عائلته وأطفاله وفي مختلف دول العالم التي حدثت بها الحروب هاجرت الشعوب بحثا عن الأمان.


وحذر من أن تلك الدول ستسعى لنقل جزء من الفلسطينيين ومن ثم ستصنع مشهدا إعلاميا يظهر الفلسطيني وهو يغادر أرضه لإقناع الآخرين بالمغادرة. 

وأكد أبو طير من أن أي خلخلة قد تحدث في الأردن نتيجة حدوث التهجير للفلسطينيين ستنعكس على بقية الإقليم ولن تبقى محصورة في الأردن، في إشارة إلى أهمية الموقف العربي.

أبو طير: الاحتلال لا يريد سلطة أوسلو بعد انتهاء دورها

وقال أبو طير: "سلطة أوسلو قدمت خلال العدوان على قطاع غزة خطة لإدارة القطاع وأرسلتها إلى دول عربية ودولية وهذه الأطراف أغلبها رفضت الخطة لأنها شكلية وغير منطقية، عدا عن وضع تلك الدول شروطا لقبول الخطة تتمثل في تحقيق إصلاحات في هيكل السلطة والشفافية المالية".

وأشار إلى أن الاحتلال كما أنه لا يريد وجود حركة حماس في غزة فإنه لا يريد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلا خلال فترة مؤقتة للقيام بأدوار وظيفية مثل العدوان على مخيم جنين؛ باعتبار أن حكومة الاحتلال تسعى لتفكيك المشروع الفلسطيني ككل.

وأوضح أن الضفة الغربية تعتبر أكثر أهمية "لإسرائيل" من ناحية دينية واستراتيجية.

بيانات الشجب لن تمنع التهجير

وتساءل عن الإجراءات العربية على الأرض لوقف ما سيأتي خلال المرحلة المقبلة، معتبرا أن بيانات الرفض والشجب لن تصنع شيئا باعتبار أنها فشلت في وقف جريمة الإبادرة في قطاع غزة على مدار ١٥ شهرا.

وقال إن العرب في حال أدركوا أن الخطر سيداهم المنطقة برمتها فإنهم قد يتدخلون لوقف المخطط، إلا أنه في حال نظرت كل دولة إلى أن الأمر لا يعنيها فإنه لا يجب المراهنة على الموقف العربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق