حق الليلة الإماراتية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

ها نحن على موعد جديد مع «ليلة النصف من شعبان»: 14 شعبان 1446 هـ؛ ليلة اجتماعية إماراتية تحت مسمّى تراثي تاريخي عريق: «حق الليلة»، التي هي جزء من التراث الإماراتي الأصيل، منذ عهود قديمة عبر أجيال وأجيال، تمهيداً لاستقبال شهر رمضان المبارك وتعريف الأطفال بموعد قدوم الشهر الفضيل، عبر عادة كرم متوارثة تُغدق على الأطفال بما تجود به أيادي وقلوب الأهالي من مكسرات وحلويات ودراهم ترتقب مرورهم على البيوت في عصر يوم الخامس عشر من شهر شعبان، حاملين معهم «خرائطهم» القماشية؛ ليلة لا فرق فيها بين صبي وصبيّة، من عائلة غنية أم فقيرة، ومن أسرة حاكمة أم من عامة الناس؛ فكل الأطفال في تلك الليلة التراثية المباركة سواء بسواء.
«حق الليلة»؛ مناسبة تراثية سنوية، كانت تحييها البيوت الإماراتية وتستعد لها بكامل عفويتها وصفاء قلوبها، وما زالت البيوت تفعل ذلك، لكن طرأت عليها بعض المتغيرات بما يتناسب مع توقيت المناسبة وظروف الأسر، ومع تطور المجتمع الإماراتي نفسه..؟!
ففيما كان إحياء المناسبة من اختصاص عامة الأُسر الإماراتية، في بيوتها.. صار إحياء المناسبة اليوم من قِبَل الأُسَر والعائلات الإماراتية ذاتها في بيوتها، وفي أماكن عامة في بعض الأحياء السكنية في مختلف المناطق الإماراتية من خلال بعض الأُسَر والعائلات، أو من محبّي التراث المحيين له في مختلف صوره وأشكاله وألوانه، وكذلك في بيوت بعض العائلات العربية المقيمة مشاركة منها لعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي.
وإذا كان موعد المناسبة هو عصر يوم الخامس عشر من شهر شعبان في كل عام في البيوت والأحياء السكنية، وفي الجمعيات التراثية المعنية بذلك، وفي بعض الأندية الرياضية بوصفها جمعيات ومؤسسات مجتمعية؛ صار موعد إقامة فعاليات الليلة الشعبانية الرابعة عشرة المسمّاة بـ«حق الليلة» صبحاً في المدارس الحكومية، حيث طلاب وطالبات المدارس، وفي المؤسسات الوظيفية – الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص – حيث الفئات المستهدفة هي الموظفون وعائلاتهم.
كذلك؛ فإنّ الأمر لم يعد مقتصراً على مرور الأطفال على البيوت وأماكن إقامة المناسبة فحسب، بل إن الأمر انسحب على تبادل الهدايا الشعبانية بين الأُسر والعائلات والجيران والأنساب والأصحاب؛ سواء من خلال تجهيزات تراثية ترسل إلى البيوت بصفة عامة، أم بإرسال تراثيات صغيرة لكل طفل من أطفال الأسرة الواحدة.
إذاً؛ ما زالت هذه العادة الاجتماعية التراثية على قيد الإحياء الشعبي الإماراتي، لم تتعرض للإهمال أو التناسي أو التقاعس عن أداء واجباتها الاجتماعية؛ سواء بالطرق الشعبية التقليدية وبالمكونات التراثية المتوارثة، أم بالأساليب الابتكارية الحديثة بما يحافظ على الهُويّة الوطنية التراثية الإماراتية.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق