خطاب القيم - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

أن ترتبط خطبة الجمعة بحياتك وتفاصيل مستجدات العصر وتعالج كثيراً من التحديات التي يواجهها المجتمع؛ فأنت أمام فائدة كبيرة تتحقق خلال هذا اللقاء الأسبوعي الذي يحرص الجميع على الاستفادة منه والتفقّه بما يطرح في ظل أهميتها الكبيرة في حياة المسلمين؛ كونها ليست مجرد واجب شرعي بل هي فرصة لتوجيه النصائح والتوجيهات التي تعود بالفائدة على المجتمع بأسره واستغلال هذا المحفل الذي يحظى بالاحترام والتقدير في توعية الناس بالأمور الدينية والدنيوية وتعزيز الوعي الديني والاجتماعي لدى المسلمين.
نحن في الواقع نعيش في حقبة تشهد فيها اهتماماً متزايداً بتوسيع وتحسين المساجد وتوفيرها في الأماكن العامة المختلفة، مما يجعل الصلاة والمشاركة في النشاطات الدينية أكثر إمكانية للناس من جميع الشرائح والمجتمعات، لذلك فإن الخطبة فرصة لنشر المحبة وتقوية الروابط الاجتماعية بين المصلين، فهي تجمعهم في مكان واحد ليستمعوا معاً إلى الخطيب ويشاركوا في العبادة والتعبير عن التضامن والتآزر كما أن لأهميتها وقعاً أشد على النفس من الوسائل الأخرى وتأثيراً في الامتثال أقوى من أي نداء آخر.
الإمارات التي تشهد أحدث الممارسات وأفضلها وتسعى لتقديم مستوى عالٍ من الخدمات في كل المجالات، أدخلت الكثير من التطوير على هذا الجانب، وأتاحت المجال أمام أفراد المجتمع ومؤسساته اقتراح موضوعات لخطب الجمعة، وذلك تلبية لاحتياجات واهتمامات المجتمع نفسه بشكل أفضل، وضمان أن الخطبة تعكس قضايا وقيماً تتناسب مع تطلعات الناس واحتياجاتهم.
ثمة أهداف عديدة تتحقق من وراء هذا التوجه في مقدمتها تعزيز المشاركة الجماعية، حيث يشعر الأفراد بأنهم جزء من العملية الدينية والاجتماعية كما أن توجيه الخطاب لتلبية احتياجات المجتمع يسمح للجمهور بتحديد المواضيع التي تهمهم وتخدم مصالحهم واحتياجاتهم الدينية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى تعزيز التفاعل الإيجابي وتعزيز الشفافية والثقة والديمقراطية الدينية، وكلها أمور تصب في تعزيز التفاعل الإيجابي والتفاهم المتبادل بين الخطيب والمصلين، ويعزز الديمقراطية والشفافية في إدارة الشؤون الدينية.
هذا التجديد في الموضوعات هام للغاية، خاصة أننا نواجه تحديات غير مسبوقة وفي أمور مستحدثة يعانيها المجتمع اليوم مثل القيادة الآمنة وحوادث السيارات واستخدام الهاتف وشبكة الإنترنت والثقافة القانونية والتحديات المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية ومستجدات العلاقات الاجتماعية والأسرية والتي تحتاج إلى رفع مستوى الوعي والتبصير بالجوانب الدينية والشرعية المرتبطة بها.
كل تلك المبادرات والكثير غيرها كترجمة الخطبة للجاليات؛ تجعل خطبة الجمعة في دولة الإمارات خطبة رائدة في موضوعاتها ومعتدلة في أفكارها وإيجابية في أساليبها، كما تعزز من قيم منابر الدولة التي تكرس الرحمة والسعادة والتفاؤل والعطاء والعمل في خطبها، وتؤسس لخطاب عالمي يتسم بالعقلانية والقيم الإنسانية، ويراعي شرائح المجتمع المختلفة، ويحرص على المواءمة في الطرح بين التأصيل الشرعي والسلوك العملي، وبين الثقافة المحلية وبيئة المتلقي أيّاً كان جنسه أو لونه أو عرقه.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق