جمال الدويري
يتداول أن هناك دراسات جدية تجري حالياً لموضوع الدراجات في الطرقات، وبحث إمكانية حل هذه المعضلة التي باتت تواجه كل روّاد الطرق، وتشكل في بعض الأحيان خطراً كبيراً من بعض السائقين المتهورين.
مسألة الدراجات لا غنى عنها، وقضية اعتماد السكان على توصيل الطلبات تزداد يوماً بعد يوم، ولن تتراجع معدلات هذه الخدمة إلى الوراء، بل باتت الشركات تتفنّن في عملية الترويج لمنتجاتها، عبر مواقع التواصل، من دون أن يكون لكثير منها أي مقار معروفة، وتعتمد في استكمال عملها على توصيل الطلب إلى صاحبه في منزله.
المشكلة الكبيرة، هي أن بعض الطلبات تستهلك أكثر رحلة من سائق الدراجة، وهذا الأمر بات معروفاً لدى الكثير، خاصة في المنتجات المتعلقة بالنساء، وقد تضطر الشركة إلى تبديل الألوان وتغيير المقاسات أكثر من مرة، ما يعني أن الطلب الواحد يحتاج إلى أكثر من رحلة، ما يكلف الشركة البائعة أكثر من عملية تنسيق مع السائق ذهاباً وإياباً، حتى ترضى العميلة، قبل أن تقرر إرجاع الطلب.
والمشكلة الأخرى، أن كثيراً من شركات توصيل الطعام، تضطر إلى التعامل مع طلبية العميل بأسرع وقت ممكن؛ لأن ما يحمله السائق قد يتعرض إلى التلف أو الذوبان، فتجده في إرباك حقيقي لإيصال ما بحوزته قبل تلفه، حتى لا ينال جزاء أو تحمل كلف المنتج.
سائقو الدرجات، وإن كان الجميع يشتكون منهم، فإنهم مساكين يتحملون ما يتحملون من أعباء العمل، وتحقيق عدد الرحلات المطلوب، والتعامل مع الطرقات، ومواعيد التوصيل، وفوق هذا كله حرارة الطقس العالية في كثير من شهور السنة، وما يفعلونه هو البحث عن لقمة عيشهم.
هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أنجزت 20 استراحة مكيفة لسائقي دراجات توصيل الطلبات، من إجمالي 40 استراحة، يجري تنفيذها في عدد من المناطق الحيوية في الإمارة.
نحن إذن، أمام معادلة بين حاجة الناس إلى خدمات، وما قد ينتج من فوضى في بعض الطرقات، وزيادة الطلب يوماً بعد يوم على خدمات التوصيل؛ المشكلة إذن ستتفاقم، وبالتأكيد هنا فإن العمل على وضع تشريع لها، وخدمات لوجستية وطرقات محددة من الآن، قد يمكّننا من إدارة المسألة بدل التعامل مع أزمة في المستقبل.
قضية الدراجات، تتوزع مسؤوليتها بين أكثر من جهة في كل إمارة، وهي خدمة لا يمكن الاستغناء عنها، وبدل أن نرى طرقات الدولة مزروعة بالدراجات، فإن الأجدى، والأكثر أماناً، الآن أن تحدد مساراتها، وتحدد رخصها وأعدادها، ويصار إلى جهة واحدة تجمع كل الدوائر للتعامل مع أمر هذه الخدمة التي لن نستغني عنها.
[email protected]
0 تعليق