التوازن المطلوب - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نتكلم عن الحاضر، إذا تساءل الشخص بينه وبين نفسه: ماذا قدمت أو أنجزت في العام الحالي الذي نحن على أعتاب نهايته؟ وما الذي أنوي عمله في العام الجديد؟ ليست مهام مفروضة، إنما استشعار لما قد يأتي، وتطوير للذات، واسترجاع الإنجازات للمزيد منها في الأعوام المقبلة، ولتقييم التوازن بمجالات الحياة عموماً.
فحين يأتي العام الجديد، نفتح صفحة جديدة في أعوام حياتنا العامرة، ونحن من نحدد كيف نعمرها، وما الذي نقتنع بأهمية وجوده ونستمر في إنجازه، من غير حتى أن نشعر بأن الذي نفعله منجز. تكفي مشاعرك ومبادؤك التي رسخت في كيانك وقدمتها للمجتمع، فبعضهم يحسّ بالثقل الشديد حين يفتح الحديث عن الإنجازات أو تخطيط المهام واليوميات، فيريح نفسه بإلغاء حتى التفكير فيها، كي لا توضع على كاهله مهمة ثقيلة، وتصرفه ذاك يضع للأسف على نفسه ثقلاً شديداً بلا دراية عن سهولة الكتابة وتخطيط الأحداث والراحة التي يجنيها بعد ذلك، من ذلك التخطيط السهل والخفيف.
قد لا نحتاج إلى إنجازات كبيرة، لكننا نسعى إليها، ويكفي تدوينها والتوكل على الله تعالى بعد ذلك. وعلينا متابعة الإنجازات التي نتمكن من إتمامها بكل يسر وسهولة. 
والمنجزات المخطط لها ليس شرطاً أن تكون في مجال واحد، إنما نوزعها ونبدأ بالسهل منها وخاصة المرتبطة بعلاقتنا بربنا الكريم، وما المخطط الذي سيقرّبنا من ربنا ونسعى في إنجازه في كل مرة، وذلك فيما يخص الشأن الديني، أو الروحي، والشأن الذاتي كيف أن نخطط لتطوير ذاتنا في أيٍّ من الأمور التي نريد أن نتطوّر فيها، خاصة من ناحية هواياتنا وما الذي نحب أن ننجزه. 
والشأن الاجتماعي، والمالي، والمهني والجسدي، والأسري والعقلي والصحي، وهي تقسيمات عجلة الحياة التي تتنوع مجالات التطوير فيها وتختلف من شخص إلى آخر، بحسب أولوياته التي يحددها، وبتلك التقسيمات يسهل على المرء تحديد هدفه وما يسعى لإنجازه، خاصة فيما يبرع فيه ويتفرد بإنجازه بكل سهولة، وبها يحافظ على توازنه بحيث لا يطغى جانب على جوانب أخرى مهمة. 
فكثير منّا حين يركزون على جانب معين ويجدون فيه أنفسهم، يغلقون أعينهم عن الجوانب الأخرى.. وتمضي الأيام وهم يبحرون فيه، إلى أن يبعدهم عن بيئاتهم، ومجتمعاتهم. وبعدها يحصل الذي لا تحمد عقباه، ولا يجد نفسه إلا وقد ابتعد، من دون أن يستطيع تعويض ما فاته. فالتوازن مطلوب والإنجاز كذلك مطلوب، خاصة في أيامنا التي تمضي كسرعة البرق.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق