بطولة خليجية بحتة تنبض بين جنباتها بوحدة الأشقاء الخليجيين التي لا تشوبها شائبة تعكر صفو الأخوة التي تربط بعضهم ببعض، هي في ظاهرها بطولة رياضية بها من المنافسة والتحدي ما بها، ولكن باطنها ما هو إلا تجمع أخوي ننتظره بين فترة وأخرى، تجمع نشتاق إليه وننتظره بفارغ الصبر، لما يعزز بيننا من أواصر المحبة والمودة. وليس المهم من يحظى بلقب البطولة، فهو أمر مفروغ منه فالفوز باللقب ما هو إلا لقب يضاف للمنتخب الفائز، ولكن الفوز الحقيقي هو المحبة التي تربط الجميع وهذا هو المكسب والفوز الأكبر.
ولو أردنا أن نمعن النظر جيداً بحيثيات هذا التجمع الخليجي الأخوي، فإننا سنكتشف من الوهلة الأولى صدق المشاعر التي سادت البطولة، فها هو الكويتي يتغنى بحب الإماراتي، والعماني يشدو بحب السعودي، والبحريني يتغزل حباً بالقطري، واليمني يدندن طرباً للعراقي، فما هم إلا إخوة تجمعوا تحت مسمى بطولة رياضية احتضنتها أرض الصداقة والسلام، أرض المحبة والوئام، أرض الكويت الغالية.
منذ 22 دقيقة
منذ 22 دقيقة
إن بطولة كأس الخليج لكرة القدم أشبه ما تكون بعباءة نُسجت من خيوط المحبة والتآخي، وطُرزت بالترابط الأخوي والتآلف. ومهما عصفت بنا رياح الخلاف، إن وُجد، تعود المياه لمجاريها بلمح البصر، ففي نهاية المطاف ما نحن إلا إخوة وأشقاء والمصير واحد وفصيلة الدم خليجي.
ولا بد من الإشارة مستذكرين أساطير بطولات كأس الخليج الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر أسطورتا الكرة الكويتية جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، والإماراتي عدنان الطلياني، ونجم المنتخب القطري منصور مفتاح، والحارس البحريني الفذ حمود سلطان، ولا ننسى نجمي الكرة السعودية ماجد عبدالله وسعيد العويران، ومن السلطنة مسلم العلوي ودرويش أحمد، ولاعب العراق حسين سعيد، ولاعب اليمن شادي جمال، وغيرهم من نجوم الخليج الذين لا يشق لهم غبار. وفي السياق ذاته نستذكر الراحلين الذين تركوا بصمة بارزة في تاريخ كرة القدم الكويتية، منهم الراحلون فاروق إبراهيم وربيع سعد وجمال يعقوب وسمير سعيد ومرزوق سعيد ورضا معرفي، واللاعب والحكم الدولي جواد عاشور، رحمهم الله جميعا وطيب ثراهم.
ولا يفوتنا أن نستذكر موقفاً قد لا يرتبط ببطولة الخليج، ولكن بات علينا لزاماً أن نذكره من منطلق أن الرياضة تزيد الترابط ولا تفرق، والموقف للواء المتقاعد فيصل الجزاف عندما كان من ضمن الوفد المشارك بمنطقة عرعر بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، لاستقبال الأسرى الكويتيين العائدين من معتقلات العراق، حيث التقى بصديقه وزميله في لعبة كرة الطائرة الأسير المحرر النقيب سعيد مبروك، لاعب نادي الكويت، فلم يتمالك الرائد فيصل الجزاف لاعب نادي القادسية، نفسه فتلقفت أحضانه الأسير المحرر سعيد مبروك، في موقف أبكى العيون وأدمى القلوب، وهذا خير دليل أن الرياضة لها وقع بالغ في نفوس الشعوب.
وتماشياً مع ما تم ذكره، فإن بطولة الخليج ملتقى خليجي ينتظره الجميع بفارغ الصبر، لما يحمله من معانٍ كبيرة تدل على ترابط شعوب مجلس التعاون الخليجي وفرصة للتعبير عن مكنون صدورهم.
وخلاصة القول ندعو الله عزوجل أن يحفظ خليجنا من كل سوء، وأن تسود معاني الحب والأخوة ويزداد الترابط المرجو، فيما بيننا تحت مظلة أصحاب السمو حكام الخليج الكرام.
0 تعليق