الحوار المتكافئ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

لم تُبد موسكو اهتماماً يذكر بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد فيه بفرض عقوبات عليها إذا لم تتوصل إلى حل سريع للحرب في أوكرانيا. فقد أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا منفتحة على إجراء «حوار متكافئ مع الولايات المتحدة وعلى أساس الاحترام المتبادل.. وتنتظر إشارة من واشنطن». وعندما سئل عن تهديد ترامب، بفرض عقوبات جديدة على موسكو رد قائلاً إنه لا يرى «شيئاً جديداً» في هذه التصريحات. هذا يعني أن موسكو لا تريد إغلاق باب الحوار، وترى في التصريح مجرد موقف سياسي لا يعبّر عن توجه فعلي طالما أن هناك رغبة مشتركة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، في الاجتماع بأقرب فرصة ممكنة.
لكن هذا لا يعني أن الحوار سوف يكون سهلاً، إذ يبدو أن هناك حذراً من الجانبين، على الرغم من نيتهما في التوصل إلى اتفاق، ذلك أن الملفات الخلافية كثيرة ومتراكمة، وتتراوح بين القضايا الثنائية والحرب الأوكرانية والأمن الأوروبي ومستقبل النظام الدولي، ولذلك يفضل الكرملين التزام موقف هادئ، فيما يؤكد التزامه بالحوار من منطلق اتضاح معالم السياسة الأمريكية وقبول التفاوض من مبداً الحوار المتكافئ والاحترام المتبادل، وليس من منطلق «أمريكا القوية» التي تحمل العصا والجزرة، مع الأخذ في الاعتبار مطالب روسيا الأمنية التي كانت السبب الأساسي في الحرب مع أوكرانيا.
وإذا كانت مواقف ترامب، تحظى باهتمام روسي خاص، فقد كان لافتاً الرسائل التي وجهها الكرملين عبر وزير الخارجي سيرجي لافروف وعضو مجلس الأمن الروسي نيكولاي بتروشيف، اللذين تحدثا عن «فرصة حقيقية للسلام»، لكن «على أساس مبادرات ملموسة وخطوات فعلية ذات معنى بشأن الاتصالات على أعلى مستوى»، أي أن تتوفر «مقترحات محددة» بشأن أوكرانيا بحسب تعبير لافروف، وأن يتم التحضير للقاء بين بوتين وترامب بشكل صحيح ووفق أجندة محددة، والاستعداد لمناقشة كل القضايا والاتفاق بشأنها، من دون فرض منطق الغلبة، لأن موسكو ترى أن الصواب جانب ترامب، الذي كتب في منشور على موقع «تروث سوشيال» يوم الأربعاء الماضي: «سأقدم لروسيا، التي ينهار اقتصادها، وللرئيس بوتين خدمة كبيرة جداً».
يذكر، أن ترامب وبوتين، سبق أن التقيا أربع مرات خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأولى، على هامش قمتي «مجموعة العشرين»، و«منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ»، وفي هلسنكي، وعلى الرغم من هذه اللقاءات والأجواء الإيجابية التي أحاطت بها، فإن ترامب، فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو، لذلك، فإن روسيا التي تبدي انفتاحاً على الحوار لا تتوقع تحقيق اختراقات كبيرة في الملفات الخلافية، ولا حتى بالنسبة للحرب الأوكرانية، إنما «كسر للجليد» وفتح باب التواصل بين الجانبين حول ملفات خلافية مثل التسلح. وقد نقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف يوم الأربعاء الماضي، قوله إن موسكو ترى «فرصة صغيرة» لإبرام اتفاقيات مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب. ولأن ترامب لا يقدم شيئاً مجاناً، فالثمن الذي قد يطلبه من موسكو قد لا تستطيع تقديمه، لذلك تطالب بحوار على أساس «التكافؤ والاحترام المتبادل».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق