يعتقد البعض أن أصحاب الدخل المالي الشهري المنخفض بعيدون عن الادخار أو الاستثمار، وهذا الاعتقاد غير صحيح، لأنه يمكن بالتخطيط المحكم والالتزام بالنصائح والتوجيهات، تحقيق نتائج جيدة، وتحسين الوضع المالي بشكل متدرج، بل وبناء قاعدة استثمارية صغيرة، يمكنها أن تُسهم في تأمين مستقبل مالي.
الخبراء في إدارة الأموال قدموا نصائح كثيرة ومتعددة، يمكنها أن تساعد من يعاني من انخفاض دخله الشهري، من تلك النصائح: أهمية وضع ميزانية شهرية، لأنه من الأهمية معرفة أين تذهب أموالك، لذا، عندما تضع ميزانية دقيقة فإنك تتحكم بمصروفاتك ونفقاتك وتحديد الأولويات. هناك مصاريف أساسية مثل الإيجار، تسديد الفواتير، الطعام، وستكون هناك نفقات صغيرة متفرقة، يمكن تقليصها أو إلغاؤها، وتوفير جزء صغير من هذا الدخل.
تبعاً لهذا النهج، يجب عليك تجنب القروض الاستهلاكية، مثل بطاقات الائتمان، ونحوها. ويجب أن تبدأ عملية الادخار، بأية طريقة، ولو بمبلغ صغير لا يتجاوز 5% من الدخل الشهري. هذا المبلغ الصغير الذي استقطعته من دخلك الشهري، مع مرور الشهور، سينمو ويمكنك من توظيفه للاستثمار في مجالات مثل الأسهم أو السندات أو نحوها من المجالات، مع الحرص على الأمان ولو انخفضت الأرباح. خلال هذه الرحلة، من المهم الاستثمار في زيادة المعرفة والتعلم، حيث توجد على شبكة الإنترنت دورات مجانية، أو منخفضة التكلفة، هدفها تعلم المهارات المالية أو كيفية إدارة المال. وهي تساعد في اتخاذ قرارات مالية أفضل وزيادة فرصك في تحقيق دخل إضافي.
هناك جانب يمكن استثماره لزيادة الدخل الشهري، وبالتالي، زيادة الاستثمار، مثل استثمار الموهبة، إن وجدت. على سبيل المثال، إذا كنت موهوباً في مجال الطهي، يمكنك العمل في أحد المطاعم خلال فترة المساء، أو عن بعد، واستخدام أحد مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج للطعام الذي تقوم بطهيه، ولو كنت تملك مهارة الإقناع والتسويق ولديك الموهوبة، يمكن إنشاء متجر على شبكة الإنترنت، وتسويق بعض البضائع الصغيرة المطلوبة.
توجد بعض المؤسسات المالية، أو منصات معروفة للاستثمار على الإنترنت، تسمح باستثمار مبالغ صغيرة بانتظام، في حدود عشرة دولارات، وهذا المبلغ يخصص لشراء أسهم أو في صناديق استثمارية. هذا المبلغ قليل، لكنه مع الاستمرار ينمو ويكبر ويحقق عوائد مالية مفيدة. النقطة الرئيسية أن الموضوع لا يتعلق بموارد قليلة، بل بأفكار محدودة، والواقع أنه لا يوجد حاجز أمام تحسين الوضع المالي. لذا يجب التفكير في الخروج من التقليدية والاستهلاك، لكن الموضوع يحتاج للصبر والاستمرار.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق