عاش أبناء دولة الإمارات عامة، وإمارة الشارقة خاصة، خلال الأيام الماضية سعادة غامرة بفعاليات الدورة ال 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي اختتمت بعد 12 يوماً حفلت بالأنشطة الثقافية والفكرية، واستقطبت 1.82 مليون زائر من أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، بمشاركة أكثر من 2500 ناشر وعارض من 108 دول، وهي أرقام كبيرة تؤكد أن للكتاب المطبوع مكانته لدى القراء بشتى ثقافاتهم ودولهم.
ومع اختتام فعاليات المعرض، زفت توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة البشرى لرواد القراءة بتخصيص موقع جديد على طريق الإمارات، مقابل مسجد الشارقة، لاستضافة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو بشرى جاءت نتاجاً طبيعياً لما شهده المعرض في دورته الحالية من إقبال كبير من قبل الجمهور القارئ، فاق التوقعات، وبالتالي بات الأمر يستدعي توسعة المعرض لاستيعاب الجماهير القارئة ليس على مستوى الإمارات، بل على مستوى المنطقة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد مكوناً رئيسياً في أيام الإمارة الثقافية، التي يقود مشروعها الريادي والحضاري صاحب السمو حاكم الشارقة، وبات ذكر اسم سموه مرادفاً حقيقياً لكلمة ثقافة، واستطاع بمتابعته الدائمة والمتواصلة أن يجعل المعرض منصة رئيسية للكتاب والنشر في العالم العربي، واضعاً بصمة الإمارات على مستوى العالم في هذا المجال، حيث إن المعرض منذ تأسيسه في عام 1982، أصبح حدثاً ثقافياً عالمياً يجذب عشاق الكتب والمثقفين من جميع أنحاء العالم.
إنجازات كثيرة وكبيرة حققها المعرض، أضيفت إلى سجل دولة الإمارات وإمارة الشارقة، من أهمها إعلانه للعام الرابع على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم من حيث بيع وشراء حقوق النشر، حيث شهد المعرض خلال 48 ساعة فقط 3000 اجتماع لبيع وشراء حقوق نشر، في تأكيد لمكانته الريادية في دعم صناعة النشر عربياً وعالمياً.
الجميل في دورة هذا العام ما كشفته هيئة الشارقة للكتاب من أن الفئات العمرية الشبابية ما بين 18 و44 عاماً، شكلت 77.55% من زوار المعرض، وهو ما يشير إلى أن هذه الفئات لا تزال علاقتها وطيدة بما هو مكتوب ورقياً، بعدما سرت أقاويل كثيرة عن انتهاء عصر المكتوب الورقي لصالح الرقمي.
مئات الآلاف من الزوار اعتادوا على ضرب موعد سنوي مع المعرض، ويفدون إليه بكل شوق من مختلف الجنسيات والاهتمامات الثقافية كونه يعزز ثقافتهم ومعرفتهم.
ومع مرور السنوات، والبناء على النجاحات عاماً بعد عام، أصبح معرض الشارقة للكتاب الوجهة الثقافية العربية الأولى في مجاله، حتى باتت رسالته عالمية، يجسدها بكل صدق شعاره «هكذا نبدأ».
[email protected]
0 تعليق