يوسف أبولوز
- ربما، أوّل ما عرفنا بابلو نيرودا إنما عرفناه في مجموعة قصائد صغيرة له صدرت عن دار الفارابي في بيروت في العام 1979، ترجمة: الطيب الرباحي. كتاب خفيف في حوالي 100 صفحة من القطع الصغير. كتاب جيب إذا أردت يحمله المرء كما يحمل خاتماً أو حقيبة قليلة الحجم.. هل تشبه الكتب.. الحقائب؟ نعم من ناحية شعرية وواقعية، ففي الكتاب ثياب، وعطر، وقلائد. لكن نيرودا في كتابه هذا، يحمل لهباً ونحاساً ومحيطات أكبر بكثير ممّا يحتمله كتاب جيب.
شعر عن فيتنام، وكوبا، وتشيلي، وأمريكا.. شعر عن الرئيس الأمريكي نيكسون بشكل خاص الذي كان يفرض شروطه بالنابالم، كما يقول الشاعر.
×××
- دار الفارابي في بيروت أصدرت، أيضاً، في العام 1981 كتاباً صغيراً آخر للشاعر رفائيل البيرتي. كتاب يوضع بأمان في جيب سترتك أو معطفك، نقله إلى العربية صالح علماني، وعاصم الباشا، فيه قصائد عن فان كوخ، وغوغان، وديلاكروا، والأندلس، وبيكاسو، ونيرودا، وروما: «.. عندما أغادر روما.. من سيذكرني؟../.. اسألوا القط والكلب والحذاء المثقوب../.. اسالوا مصباح الطريق التائه واسألوا الحصان الميت، والرياح العابرة، والبوابة القاتمة التي بلا بيت..».
×××
-فوّاز عيد. هل تحتفظ الذاكرة الشعرية بهذا الاسم؟ شاعر فلسطيني من جيل الستينات كانت له بصمة أدبية خاصة به منذ أن أصدر مجموعته الأولى: (أعناق الجياد النافرة) في بيروت في العام 1964.. ومن مجموعته (بباب البساتين والنوم) إصدارات 1988 عن اتحاد الكتاب العرب هذا المقطع:
.. «مع مَن أتكلم؟ نصف الليل.. ونصف الحب../.. نصف الأحباب مضوا عادوا من نصف الدرب../.. مع من أتكلم../.. نصف الصيف، ومنتصف الباب المفتوح.. نصف الشهر العربي../.. ونصف الوجه على الشرفة../..).
×××
- في العام 1981 أصدر محمد القيسي مجموعته (اشتعالات عبد الله وأيامه) عن دار العودة في بيروت، ومن أجمل ما في تلك الاشتعالات احتراق الليلك، بل موت الليلك.. القصيدة الأولى من تلك المجموعة المؤثرة: «.. هذا أوّل عام دونك../.. أول عام وحدي../.. كيف الخص هذا العام.. وأين اروح؟؟..».
×××
-ها أنذا قد قرأت لك كتباً صغيرة قديمة، وها أنتَ أو أنتِ. الاثنان في واحد. أنتَ تعرف، وأنتِ تعرفين كيف أن هذه الكتب جميعها – ممهورة بتوقيع بيروت. واليوم لا بحر في بيروت، نبوءة غادة السمّان. وما من شيء أو أحد. ما من مصابيح أو قصائد. لا شيء.. لا أحد.
[email protected]
0 تعليق