تعد السلامة الغذائية من أهم الجوانب المرتبطة بالصّحة العامة حيث تهدف إلى ضمان توفير غذاء آمن وصحي للإنسان خالٍ من الملوثات والمواد الضارة التي قد تؤثر على سلامته، وتشمل جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذ خلال مراحل إنتاج الغذاء وتصنيعه وتخزينه ونقله وتوزيعه وصولاً إلى استهلاكه حيث تنبع أهميتها من دورها الأساسي في الوقاية من الأمراض الناتجة عن تناول أطعمة مُلوثة وغير آمنه مثل التّسمم الغذائي أو العدوى البكتيرية والفيروسية، كما أنها تُسهم في تعزيز ثقة المُستهلكين بالمُنتجات الغذائية وتحسين الصّحة العامة.
وفي ظل تزايد التّحديات المُرتبطة بالتّلوث البيئي وانتشار الأمراض المُعدية، أصبح تعزيز ثقافة السّلامة الغذائية مسؤولية مُشتركة بين الحكومات والمؤسسات المعنية والأفراد لضمان تحقيق غذاء آمن وصحي للجميع، فهو أولوية قصوى في استراتيجيتها لتعزيز قدرات الدولة لبناء نظام غذائي مُستدام وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية مثل المناخ والتقلبات في أسعار الغذاء ما يعكس حرص القيادة الرشيدة على دفع عجلة التنمية المستدامة وتحفيز المؤسسات كافة لتسريع وتيرة تنفيذ المبادرات والبرامج المستدامة.
وتعمل على نشر الوعي بين المزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية لرفع كفاءة شبكات الري في المزارع لترشيد استهلاك المياه ودائماً ترصد هيئة السلامة الغذائية عدداً من المخالفات من خلال الزيارات الرقابية الروتينية والحملات التفتيشية المستمرة على المزارع لضمان الالتزام بالقرارات الصادرة عن الهيئة في ما يتعلق بالقطاع الزراعي والأنشطة المصاحبة له.
هيئة أبوظبي للسلامة الغذائية تصدر دليلًا للممارسات غير الصحيّة في المزارع وطرق تصحيحها يستفيد منه أصحاب وعمال المزارع بتجنب سلبيات بعض المُمارسات الشائعة والسلوكيات التي تتصل بطرق الزراعة وأساليب التخلص من المُخلفات الزراعية وغيرها من الممارسات التي تضرّ بالنشاط الزراعي بشكل عام وتتعارض مع مفاهيم الاستدامة الزراعية.
فهيئة السلامة تقوم بزيارات ميدانية للمزارع لتوعية أصحابها والعاملين فيها بالممارسات الزراعية السليمة وتقديم النّصح والإرشاد لهم بالإضافة إلى حملات التّوعية الميدانية وتقديم محاضرات ولقاءات توعية لمُلاك المزارع لتجنب الممارسات غير السّليمة والنّشاطات غير المسموح بها والالتزام بالتعليمات في المزارع ما يُسهم في تعزيز الاستدامة الزراعية والمُحافظة على الأمن الحيوي.
ليبقَ غذاؤنا بأيد أمينة حريصة على سلامتنا وحمايتنا من كل ما يضرها أو يمس صحتنا، ولنظل تحت مظلة دولتنا التي لا تدخر جهداً لإبقائنا سليمي الأجسام منعمين بموفور الصحة والعافية.
[email protected]
0 تعليق