لم تكن جريمة سيل الزرقاء بجريمة عادية، خاصة وان مرتكبها، أب قتل طفليه الصغيرين البالغين 5 أعوام ورضيع 8 أشهر، بإلقائهما في سيل الزرقاء في محافظة الزرقاء، بل يمكن وصفها بلا انسانية، بعد عرض المزيد من التفاصيل عنها.
ووفق المعلومات الأولية فان الجريمة وقعت بسبب خلافا عائليا بين الأب الجاني وزوجته الأولى، أراد من خلالها الانتقام من زوجته و اغاظتها وقهرها و"حرق قلبها" على أولادها، وذلك لتقديم شكوى ضده لدى ادارة حماية الاسرة.
تحقيقا أجراه مدعي عام الجنايات الكبرى استمر لثلاث ساعات، فور احالة الشرطة القاتل الى مدعي عام الجنايات الكبرى، ووجه مدعي عام الجنايات الكبرى للأب القاتل تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار مكررة مرتين.
وأوقف مدعي عام الجنايات الكبرى الاب الخمسيني، بعد خضوعه للاستجواب 15 يوما قابلة للتجديد في مركز الاصلاح والتأهيل.
وكشف مصدر مقرب من التحقيق لـ"رؤيا" أن "الجريمة ارتكبت بكل هدوء أعصاب من قبل الأب الجاني، وبعد مرور ساعتين أبلغ الجاني عن جريمته".
وقال المصدر إن "الأب الجاني اصطحب طفليه صباح الأحد من منزل زوجته الثانية، واخذهما الى منطقة سيل الزرقاء، ولدى وصوله للسيل ( مسرح الجريمة) أمسك بيد طفلته واحتضن رضيعه ووقف امام السيل مقررا تنفيذ جريمته بالقائهما واحدا تلو الآخر، بحسب ما ادلى به خلال التحقيق معه".
وقال المصدر إن "الاب الجاني اعترف خلال التحقيق معه ارتكابه للجريمه بكامل قواه العقلية، معطيا تفاصيلا عن جريمته".
واشار المصدر الى ان الجاني كشف لجهة التحقيق ما قام به عند القائه طفليه في السيل : " حمل ابنه الرضيع بين يديه وألقي به في السيل ليجرفه أمام عينيه، ليقوم مباشرة باغراق ابنته التي كانت تنظر الى السيل ، وعادت بنظرها ونظرت الى والدها قبل ان يحملها ويغرقها ليجرفها السيل هي الآخرى".
وقال المصدر إن "الأب الجاني وقف وشاهد طفليه والسيل يجرفهما، لكنه لم يأبه لما فعل، وقام بتسليم نفسه للشرطة بعد ساعتين من الجريمة، معترفا بجريمته امامهم".
وجرى في طب شرعي مستشفى الزرقاء الحكومي تشريح جثتي الطفلين المغدورين، وتبين وجود كدمات متعددة بفروة الرأس بكلا الجثتين، ناتج عن الارتطام بجسم صلب راض خلال جريان السيل.
وقال مصدر طبي لـ"رؤيا" ان اللجنة الطبية الشرعية انهت تشريح جثتي الطفلين، وتبين ان الطفلين كانا احياءا عند القائهما في السيل.
وبين المصدر ان اللجنة الطبية الشرعية عللت سبب الوفاة الاختناق الناتج عن الغرق".
سلم الطب الشرعي جثمان الطفلين مكفنين للعائلة لدفنهما، وسط انهيار الام المكلومة وبكاء العائلة.
0 تعليق