التوطين.. استثمار في المستقبل - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

المهندس يوسف أحمد آل علي

تنشئة جيل جديد من الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة التحولات في قطاع الطاقة على الرغم من أن مصطلح «الاستثمار» يتعلق في الأساس بالجانب الاقتصادي والأمور المالية، فإنه يمتد ليشمل مختلف المجالات الأخرى، البشرية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها... وجوهر هذا الاستثمار يتمثل في الاستفادة من الموارد المتاحة في كل قطاع بالطريقة المُثلى، وتنمية تلك الموارد من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة.
لقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في استثمارِ ثرواتها ومواردها إلى حدٍ بعيد، فحققت ما حققته اليوم من تقدم وازدهار، مُسجلة أعظم الإنجازات على الإطلاقِ، من خلال بناء الإنسان أولاً، الثروة الأغلى للوطن، ونستذكر هنا مقولة الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عندما قال: «بناء الإنسان بناء صعب، لكنه هو الثروة الحقيقية». وانطلاقاً من إيمانِ قيادتنا الرشيدة بهذا المبدأ، حرصت على منحِ كوادرنا الوطنية كل اهتمام ودعم ورعاية، ليمتلك شبابنا الأدوات والإمكانات القادرة على مُواكبة تطلعات المستقبل في شتى المجالات.
من المُسَلم به أن الارتفاع المُستمر في معدلاتِ الزيادة السكانية في جميع أنحاء العالم، في ظل ثباتِ أو محدودية القدرات والموارد الطبيعية، يُنذر بالكثير من التحديات في المستقبل أمام الجهود الإنسانية لتأمينِ الاحتياجات وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
وانطلاقاً من رغبتها في مُواكبة رؤية القيادة الرشيدة في دفعِ عجلة التوطين في مُختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الطاقة، حرصت شركة الاتحاد للماء والكهرباء على وضع خطة عمل طويلة الأمد، تهدف من خلالها إلى تمكينِ الكوادر الوطنية إدارياً وفنياً، الأمر الذي يضمن إعداد جيل جديد من الخُبراء والقادة أصحاب الكفاءات، المُؤهلين لقيادة هذا القطاع الحيوي، بكل ما يشتمل عليه ويتعلق به من رفع للكفاءة، وتطوير للطاقة النظيفة والمتجددة، وابتكار للحلول الجديدة، وخلق للنهج المُستدام الهادف إلى الحد من البصمةِ البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ولا شك أن تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والرامية ضمن ما ترمي إليه، إلى تقليل الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي في قطاعي الكهرباء والماء، ورفع نسبة الطاقة النظيفة في المزيج الكُلي للطاقة، أمر يستلزم تكامل الجهود الوطنية كافة، بما في ذلك الكوادر الوطنية القادرة على تحقيق تلك الأهداف الطموحة، وهو ما تعمل عليه شركة الاتحاد للماء والكهرباء على محاور مُتنوعة ضمن خطتها الحثيثة في هذا الصدد، عبر حزمة متكاملة ومبتكرة من برامج التأهيل والتدريب.
نحن نؤمن أن الحفاظ على قُدراتنا التنافسية، ودعم طموحاتنا الاستثمارية، وتأدية دور فاعل في جهود الدولة لاستدامة قطاع الطاقة وتحقيق الأهداف المناخية، يتطلب منا الاستثمار الأمثل في ثروتنا الوطنية المتميزة من الشباب الإماراتيين الموهوبين والمتفوقين، وهو عامل بالغ الأهمية لدفع نجاحاتنا وتحقيق تطلعاتنا في ترسيخ المسار الذي رسمته القيادة نحو مستقبل مستدام.
هدف مُعلن وواضح في شركة الاتحاد للماء والكهرباء: تعزيز دور كوادرنا الوطنية في دفع جهود الابتكار وبلوغ الريادة المنشودة في قطاع الطاقة، ترسيخاً لمكانة الإمارات الرائدة عالمياً في هذا القطاع، انطلاقاً من إيماننا أن الاستثمار في الإنسان هو بالتأكيد، استثمار في المستقبل.

الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق