غالباً ما يذهب تفكيرنا نحو الشؤون السياسية والاقتصادية حين نتحدث عن أولويات الدول ومخططاتها للمستقبل وما تسعى إلى تحقيقه بنجاح، إلا أن ما أعلنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عن تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في الإمارات، وأن وحدة المجتمع وتفعيل القيم المجتمعية هي من أولويات المرحلة المقبلة، أكد أن هذه الدولة لا تمشي بخطاها وخططها السياسية والاقتصادية إلا وقد وضعت نصب عينيها «الإنسان» ولا نقول أبناءها، لأن عين الإمارات تسهر على مصلحة كل إنسان يعيش ويقيم على أرضها.
يقول رئيس الدولة «يمثل هذا العام فرصة لكل من يعتبر الإمارات وطناً له لتفعيل القيم المجتمعية، والمبادرة من أجل مجتمع مزدهر يعمل بروح واحدة لبلوغ تطلعاته، وصون هويته وقيمه، والحفاظ على استدامة موارده للأجيال المقبلة»، متوجهاً إلى كل من يعتبر الإمارات وطناً له، وكلنا نعلم بل على يقين بأن كل من عاش ويعيش على هذه الأرض يعتبر الإمارات وطناً له، يحترم القوانين وينخرط في قلب المجتمع الذي يجسد خير مثال للتآخي بين مختلف الجنسيات، «تحتضن الدولة أكثر من 200 جنسية» والتعاون والتضامن بين كل أفراد المجتمع دون أي تمييز عرقي أو ديني، الكل يعيش بسلام وينعم بالأمان، ولولا هذه المساحة من الراحة والوفرة في فتح المجالات وخلق المبادرات في مجالات التعليم والعمل لما أصبحت الإمارات حلم كل شاب وفتاة وأول من يسعى إلى طرق بابها كل رب أسرة وكل باحث عن فرصة للارتقاء بذاته وبأسرته.
الإمارات بلد السلام، والساعية دائماً إلى نشره في العالم، ترفع اليوم شعار «يداً بيد»، كرمز للوحدة والتضامن، وكلما تحققت هذه الوحدة، مشينا جميعاً في مسار واحد فتتحقق وحدة المجتمع وتماسكه، واليد باليد تعني أننا شركاء في تحمل المسؤولية وفي بناء مجتمع سليم وفي الحفاظ على الوطن وحمايته، اليد باليد تعني أن نكون جميعاً شركاء في احترام القوانين والقيم والمبادئ، وتعني أن نكون حائط صد في وجه أي خطر قد يواجهه الوطن وكل التحديات التي تكبر كل يوم في هذا العالم.
كلنا يقين بأن «عام المجتمع» لن يقتصر على العام 2025، بل منه ستكون البداية التي ستستمر لسنوات.. كلنا معاً، يداً بيد، نستطيع أن نبني ونحمي، نستطيع أن نربّي أجيالاً تنشأ على القيم وعلى نبذ العنصرية والتمييز، وعلى حماية المجتمع والوطن.. وحماية الحاضر والمستقبل الذي نبنيه معاً اليوم لتعيش فيه الأجيال القادمة بسلام وأمان.

[email protected]