في كثير من المؤسسات والشركات، يواجه الموظفون مواقف محبطة عند تقديمهم أفكاراً أو مبادرات لتحسين الأداء أو تطوير بيئة العمل، من الردود الشائعة لدى بعض المديرين عند استلام مقترح جديد هو: “هذا الموضوع ضمن خططنا المستقبلية”، ورغم أن هذا الرد يبدو مشجعاً، إلا أنه غالباً ما يُستخدم لتهميش الفكرة دون الاعتراف بقيمتها، وفي بعض الحالات، قد لا تكون الفكرة أصلاً مطروحة ضمن خطط المؤسسة، وإنما يُستخدم هذا الرد لتجنب الظهور بمظهر المدير الذي يفتقر إلى الأفكار.
مثل هذه الردود لا تخدم الغرض من المبادرة، بل تثبط الموظف وتعطيه انطباعاً بأن فكرته ليست ذات قيمة أو أنها مجرد تكرار لخطط مستقبلية قد لا تكون موجودة أصلاً، هذا يساهم في إحباط الموظف وشعوره بأن مقترحه لم يُعامل بجدية، ما يدفعه إلى التراجع عن تقديم المزيد من الأفكار في المستقبل، هذا النهج لا يعوق الإبداع فقط، بل يضعف الروح الابتكارية ويقلل فرص التطوير، ما يرسل رسالة ضمنية للموظفين بأن أفكارهم ليست محل تقدير.
على الجانب الآخر، عندما يتم التعامل مع المبادرات بتقدير واحترام، يتغير التأثير بشكل إيجابي، بدلاً من الرد المعروف، يمكن للمسؤول أن يظهر اهتمامه الحقيقي بالفكرة ويقول: “فكرة ممتازة، سنقوم بدراستها للنظر في كيفية تطبيقها”.
هذه الاستجابة تعزز شعور الموظف بالانتماء وتشجعه على تقديم المزيد من الأفكار الإبداعية، كما تخلق بيئة عمل إيجابية تسهم في تحويل المؤسسة إلى كيان ديناميكي ومتطور، حيث يشعر الموظفون بأنهم جزء فعّال في نجاح المؤسسة.
في الختام، على المسؤولين أن يدركوا أن قبول المقترحات لا يقلل من شأنهم، بل هو فرصة لتعزيز نجاح المؤسسة وتطويرها، والتعامل الإيجابي مع الأفكار هو استثمار في تحسين الأداء المؤسسي، ويعزز بيئة قائمة على الابتكار والتقدم.

[email protected]