تفتح زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الكويت أمس، تلبية لدعوة من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، آفاقاً جديدة لعلاقات تاريخية بين البلدين تمتد لأكثر من ستة عقود، نموذجاً لعلاقات تميزت بالأخوة الصادقة والتعاون المشترك، تأكيداً لوحدة المصير الذي لا ينفصم، والروابط التاريخية بين البلدين والشعبين التي سبقت قيام دولة الاتحاد، والتي أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وترسخت عبر عقود من الزمن منذ اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد والراحل الشيخ صباح سالم الصباح عام 1973..
وها هو صاحب السمو رئيس الدولة يستكملها في زيارته الحالية، حيث أكد والشيخ مشعل الأحمد جابر الصباح حرصهما على مواصلة البناء على العلاقات التاريخية المتجذرة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، وشدد صاحب السمو رئيس الدولة على أن التعاون الإقتصادي يعد أساساً قوياً لدعم العلاقات والمصالح بين الأشقاء، وتحقيق تطلعات الشعوب نحو التقدم والإزدهار سواء في مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي.
العلاقات الإماراتية - الكويتية عميقة وممتدة الجذور، وتسبق إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية مع دولة الإمارات بعد قيام الاتحاد عام 1971، وأخذت زخمها منذ خمسينات القرن الماضي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالمدرسين والكتب قبل إعلان الاتحاد، كما أنشأت عام 1962 العديد من المستشفيات والمراكز الصحية.
وشهدت العلاقات الثنائية محطات بارزة ترسخت مع الأيام اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً، وتعمقت من خلال مسيرة مجلس التعاون للدول الخليج العربية، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين، وترسخت وتعمقت في ذاكرة الأجيال المتعاقبة كعلاقات مميزة يعمل قادة الaبلدين على أن تكون نموذجاً للعلاقات بين الأشقاء. وقد شكّل توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في عام 2006 تحولاً مهماً في حجم العلاقات الدبلوماسية والسياسية، والتنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الدولية والإقليمية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويكتب التاريخ بأحرف من نور الدور البطولي لقوات دولة الإمارات في تحرير الكويت عام 1991، حيث كانت في طليعة القوات التي دخلت مدينة الكويت في 26 فبراير/ شباط من ذلك العام، بعد أن قدمت ثمانية شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الشرعية، وذلك إيماناً منها بوحدة المصير، وتأكيداً لتمسكها بالقانون والشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار، ويومها أكد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن «الكويت هي إحدى الدول التي تشكل الأسرة الخليجية في إطار مجلس التعاون، فإذا وقعت أية واقعة على الكويت فنحن أعضاء المجلس الخليجي للتعاون ككل لا بد من الوقوف معها مهما حدث، فهذا نعتبره فرضاً علينا يمليه واقعنا وتقاربنا وإخوتنا..»، كما استضافت دولة الإمارات يومها عشرات آلاف الأسر الكويتية على أرضها وعاملتهم معاملة مواطنيها.
هذه هي العلاقات بين دولة الإمارات ودولة الكويت، مواقف مشرفة، وتعاون راسخ، وروابط أخوية تمد جذورها على أرض صلبة.
وتأتي زيارة صاحب السمو رئيس الدولة لتعطي هذه العلاقات بعداً جديداً يحقق طموحات قيادة البلدين والشعبين بما يحقق المصالح المشتركة في مختلف المجالات، والسير بكل عزم على طريق التقدم الإزدهار وتحقيق التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير.
0 تعليق