هل تستطيع أن تتخيّل اختفاء الجامعات بعد ربع قرن؟ تصوّر بعد خمسين عاماً ألا يجد المعلم من يقف له تبجيلاً، فسوف يختطف الروبوت مكانته التي كادت تجعله رسولاً. كانت مسألة الجامعات من أهمّ محاور الكلمة التي افتتح بها محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، «القمّة العالمية للحكومات»، في دبي.
لا جدال في أن التعليم إذا تغير تغير كل شيء. لا علينا من أن العالم العربي لم يدرك هذه الحقيقة منذ مطلع القرن العشرين. الأهمّ هو أن يوقن أن السنين الخمسة والعشرين المقبلة ستكون رحلة تنموية شاقة على البلدان التي لم تكدح تنموياً في العقود الماضية. لم يحدث قبل منتصف القرن الماضي أن كانت أنظمة التعليم يتوقف تطويرها وتقدمها على بِنًى تحتية فائقة وتنمية حديثة. للأرقام هديرها، فقد ذكر أن سنة خمسين ستشهد عشرين مليار روبوت تجتاح جميع مجالات الحياة العامّة في العالم، أي ضعف تعداد البشرية آنذاك.
استشراف مستقبل التعليم يفرض تحويلة مرورية في طريق تناول القضية. 85% من الدول العربية لن تكون قادرة على اللحاق حتى بالركب العالمي سنة 2040: ليبيا، السودان، لبنان، سوريا، العراق، اليمن... ذلك يتطلب استشراف مستقبل التنمية فيها. هي تحتاج إلى دورات في الإدارة الفائقة على أيدي أشقائها الذين تألقوا عربياً وعالمياً في فنون التنمية الشاملة وعلومها.
على التنميات العربية المتعثرة أن تجدّ وتكدّ في اللحاق انطلاقاً من أن التعليم إذا تغيّر تغيّر كل شيء، وأن الذكاء الاصطناعي والتحوّلات ستفاجئ الإنسانية حين تدخل حواسيب الكوانتوم ميداني المعلوماتية الكمومية والذكاء غير البيولوجي، وعندما يتغير كل شيء في البلدان المتقدمة والمالكة لمقاليد التكنولوجيا سيزداد اللحاق صعوبة. سبق للقلم أن ذكر أن التنميات المتعثرة ستواجه طبقية علمية تقانية وتنموية، سيرى العالم تنميات تطير وأخرى تزحف.
لا خوف على الذين يطمحون إلى الانعتاق من تفاقم الأوضاع الحرجة، فدولة الإمارات شقيقة عربية متفوقة متألقة، ولن تبخل عليهم بخرائط الطرق الناجحة. البحر أمامكم فيه أصداف مئتي جلسة استشرافية، متلألئة بالدرر. ثلاثة أيّام، في كل يوم ستّ وستون جلسة.
لزوم ما يلزم: النتيجة المقترحيّة: على الحكومات العربية والإسلامية بالذات أن تنشر وتبث في وسائط إعلامها محتويات القمّة على مدى مئتي يوم في الأقل.
[email protected]