مواقع التواصل، لن تتلاشى في المدى المنظور، إلّا أن يظهر بديلها، كما هي حال الحياة الدائمة التغيير، التي بدأت وتيرتها تتسارع بشكل لافت ومقلق.
وإذا ما زلنا نعيش في فورة مواقع التواصل، والمؤثرين والمتابعين، فإن الأجدى لمن لديه خطاب يودّ توجيهه للجمهور، أن يحسن إدارة هذه المواقع وتوظيفها بما يخدم سياسته، واستراتيجايته، ووصوله إلى الجمهور.
قمة المليار متابع التي تُعدّ أكبر جائزة عالمية لصناع المحتوى الهادف وأغلاها، بقيمة مليون دولار، وُجدت بذكاء لأجل الاستثمار في المحتوى وأصحابه، عبر تشجيع صناعة لتترك بصمة إيجابية، لتغيير المجتمعات نحو الأفضل، والتأثير في صناعة العقول، وتقريب الشعوب بعضها من بعض، وترسيخ قيم التراحم والتعاطف بين البشر.
هل لنا أن نتخيل صانع محتوى، يسافر ويتعب ويكد، وينقل لنا قصة طفل أو طفلة يعيشان أوضاعاً إنسانية، وينقل معاناتهما ورسالتهما إلى العالم، عبر هذه الوسائل، وآخر يرى نفسه «صانع محتوى» أيضاً، لا يعرف ما يريد، محتواه غثّ وسطحي، لا يحاكي العقول ولا القلوب، وكل ما يفعله العزف على وتر المراهقين وفضولهم، وجرّهم تجاه الأشياء بغريزة جارفة.
في «قمة المليار» التي تعقد في يناير المقبل، لم تكن عن عبث، بل وعي وإدراك كبيرين لدى صانع المحتوى والقرار، لترسيخ بلاده منبراً لصناعة المحتوى الإيجابي، ومنصة عالمية ملهمة لإحداث التأثير الإيجابي في حاضر الإعلام ومستقبله؛ فصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتطلع إلى صناعة العقول وصياغة رؤى إنسانية لخير الحضارة البشرية.
وجمالية جائزة «قمة المليار» أن من أراد المشاركة فيها، يجب أن يتحلّى بشرط سهل، وهو أن يكون صاحب محتوى هادف، يلجم بكل تأكيد أصحاب الغثّ الذين يدلفون على الدنيا بما هبّ ودبّ ليل نهار.
من شروط التقدم أيضاً، أن يكون صاحب محتوى ذي تأثير إيجابي في المجتمع، وتأثير علمي وثقافي وإنساني ومجتمعي وذي تأثير في صناعة العقول وتقريب الشعوب بعضها من بعض، يرسّخ الاستدامة وقيم التراحم والتعاطف مع البشر.
هذه الجائزة ومثلها إذا أنشئ هنا وهناك، فإنهما قد يبعدان عنّا «المحتويات الهابطة» التي للأسف، تظهر لنا بلا موعد أو استئذان، لأن كثرتها غلبت شجاعة الجيدين، فأصبحت هي الطاغية في المشهد.
لمواقع التواصل بابان لتنظيفهما، أولهما توعية الأجيال والنشء بما يجب أن يتابعوه أو يعجبوا به، وتفعيل مسألة القدوة في الحياة، والثاني البالغ الأهمية، أن نعمد إلى ضبط هذه المواقع عبر منظمات ومؤسسات تجيد المراقبة والفرز، لا أن تبقى على غاربها، لأن في كثرتها خطورة حقيقية نعيشها، ويعيشها أولادنا.
[email protected]
0 تعليق